ماهي أسباب الاضطراب الانفجاري المتقطع ،وما طرق علاجه

يناير 19, 2021

لا شك أنك قد مررت بحالة من الغضب مسبقاً؟ فمن منا لا يغضب! إلا أن الأمر قد يتطور لدى البعض فيتحول الغضب الشديد إلى اضطراب يسمى بالانفجاري المتقطع، ترى ماهو وماهي أعراضه وكيف يعالج؟ إن كنت مهتماً باﻷمر تابع معنا المقال اﻵتي.

المحتوى

ما هو الاضطراب الانفجاري المتقطع؟

الاضطراب ﺍﻻﻧﻔﺠﺎري ﺍﻟﻤﺘﻘﻄﻊ هو أحد الاضطرابات العقلية اﻷقل شهرةً كونه يترافق مع الغضب، مما يدفع البعض للاعتقاد بكونه سمة شخصية في الفرد.

إلا أن الغضب إذا تحول إلى نوبات شديدة وهيستيرية بلا سبب أو في بعض اﻷحيان بشكل لا يتناسب مع تفاهة الموقف شكل اضطراباً عقلياً وسلوكياً يسمى بالاضطراب الانفجاري المتقطع.

وتحدث الانفجارات ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ بشكل مفاجئ و متكرر وغير ﻣﺘﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ كالسلوك الاندفاعي ﺃو ﺍﻟﻌﺪوﺍني ﺃو ﺍﻟﻌﻨﻴﻒ ﺃو النوبات ﺍﻟﻠﻔﻈﻴﺔ ﺍﻟﻐﺎﺿﺒﺔ ﺑﺸﻜﻞ حاد ﻻ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ اﻷحداث.

وﻗﺪ يأخذ الغضب شكل ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﻲ ﺃو رﻣﻲ ﺍﻷﺷﻴﺎء ﺃو ﺗﺤﻄﻴﻤﻬﺎ أو تحدث نوبة الغضب بشكل مفاجئ في الشارع مما يسبب للمصاب به مشاكل اجتماعية في اﻷسرة والعمل أو المدرسة.

ما هي الفئات التي تصاب بالاضطراب الانفجاري المتقطع؟

ﺗﺸﻴﺮ ﺍﻟﺘقديرات ﺇﻟﻰ ﺃن ﻣﺎ ﺑﻴﻦ وﺍﺣﺪ ﺇﻟﻰ ﺳﺒﻌﺔ ﺑﺎﻟﻤﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﺮﺍد ﺳﻴﺼﺎﺑﻮن ﺑﺎﺿﻄﺮﺍب ﺍﻧﻔﺠﺎري ﻣﺘﻘﻄﻊ خلال ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ.

وفي العادة ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍب ﺍﻻﻧﻔﺠﺎري ﺍﻟﻤﺘﻘﻄﻊ ﻓﻲ ﺳﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ، ومع ذلك فمن الممكن رؤﻳﺘﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻷﻃﻔﺎل ﺣﺘﻰ ﺳﻦ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ بينما يكون أكثر شيوعاً بشكل عام ﻋﻨﺪ ﺍﻷﺷﺨﺎص ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻘﻞ ﺃﻋﻤﺎرﻫﻢ ﻋﻦ 40 ﻋﺎﻣاً؛ أيْ في مرحلة الشباب.

لماذا يحدث الاضطراب الانفجاري المتقطع؟

لم يتم تحديد ﺳﺒﺐ اﻹصابة بالاضطراب ﺍﻻﻧﻔﺠﺎري ﺍﻟﻤﺘﻘﻄﻊ بشكل دقيق حتى اﻵن، ومع ذلك تشير الدراسات البحثية إلى العوامل اﻵتية:

  • العوامل الوراثية: فوجود سجل تاريخي للعائلة من المصابين بالاضطراب الانفجاري المتقطع يشير إلى وجود عوامل جينية متوارثة لدى العائلة ترفع من احتمالية اﻹصابة.

  • العوامل اﻷسرية: فالشخص الذي تربى في جو أسري مشحون أو شاهد أحد الوالدين في نوبة من الغضب الشديد أو عايش أوضاع العنف المنزلي أكثر عرضةً من غيره للإصابة بالاضطراب الانفجاري المتقطع.

  • العوامل الفردية: كالتعرض للإيذاء ﺍﻟﻠﻔﻈﻲ وﺍﻟﺠﺴﺪي وﺍﻷﺣﺪﺍث ﺍﻟﻤﺆﻟﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ.

  • كيمياء المخ: تشير اﻷبحاث إلى مساهمة ﻛﻴﻤﻴﺎء ﺍﻟﺪﻣﺎغ ‏( وجود ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺮوﺗﻮﻧﻴﻦ ‏) ﻓﻲ ﺣﺪوث ﺍﻻﺿﻄﺮﺍب الانفجاري المتقطع.

  • وجود تاريخ من اضطرابات الصحة العقلية: مما يرفع من احتمالية اﻹصابة بالاضطراب الانفجاري المتقطع ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذلك ﺍﺿﻄﺮﺍﺏ فرط ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ وﻧﻘﺺ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ وﺍﺿﻄﺮﺍب ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ المعادية ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ، وﺍﺿﻄﺮﺍب ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ الحاد.

  • نوبات الاكتئاب: تشير الدراسات إلى أن ﻣﺎ يقارب 82% ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻴﻦ ﺑﺎﺿﻄﺮﺍب ﺍﻧﻔﺠﺎري ﻣﺘﻘﻄﻊ يعانون ﺃﻳﻀاً ﻣﻦ ﺍﻻﻛﺘﺌﺎﺏ أو القلق أو ﺗﻌﺎﻃﻲ ﺍﻟﻤﺨﺪرات.

ما هي أعراض الاضطراب الانفجاري المتقطع؟

تتعدد اﻷعراض المترافقة للاضطراب الانفجاري المتقطع إلا أن معظمها تتمحور حول الغضب الحاد، وعلى أية حال تشير العلامات اﻵتية إلى اﻹصابة باضطراب انفجاري متقطع:

  • نوبات غضب حادة وكأن الشخص قد انفجر فجأة ودون سابق إنذار وعادة ﻣﺎ ﺗﺴﺘﻤﺮ نوبة الغضب المرافقة للاضطراب ﺃﻗﻞ ﻣﻦ 30 دقيقة قبل أن يعود المصاب إلى حالته الطبيعية.
  • تكرار النوبات التي يفصل بينها أسابيع ﺃو شهور ﻣﻦ ﻋدم ﺍﻟﻌﺪوان.
  • نوبات ﻟﻔﻈﻴﺔ أو ﻧﻮﺑﺎت من العدوان ﺍﻟﺠﺴﺪي ﻣﺼﺤﻮﺑﺔ ﺑﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﻐﻀﺐ وزيادة ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ وﺍﻟﻮﺧﺰ وﺍﻟﺮﻋﺸﺔ وﺍﻟﺨﻔﻘﺎن وﺿﻴﻖ ﺍﻟﺼﺪر.
  • سرعة الاندفاع والعدوانية بشكل مزمن وفي أغلب المواقف.
  • عدم تناسب نوبات الغضب مع الموقف ﻣﻊ ﻋﺪم ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻮﺍﻗﺐ ويتطور اﻷمر ليشمل ﺍﻟﺼﻔﻊ ﺃو ﺍﻟﺪﻓﻊ ﺃو المعارك ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ أو ﺗﻠﻒ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎت أوﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺃو ﺍﻻﻋﺘﺪﺍء ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺷﺨﺎص ﺃو الحيوانات.
  • الشعور بالارتياح وﺍﻟﺘﻌﺐ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ مباشرةً ومن ثم اﻹحساس ﺑﺎﻟﻨﺪم ﺃو ﺍﻹﺣﺮﺍج لاحقاً.

ما هي النتائج المرافقة للإصابة بالاضطراب الانفجاري المتقطع؟

يعاني ﺍﻷﺷﺨﺎص المصابون بالاضطراب ﺍﻻﻧﻔﺠﺎري ﺍﻟﻤﺘﻘﻄﻊ من ﻣﺨﺎﻃﺮ متزايدة ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﻠﻲ:

  • ضعف العلاقات الشخصية: حيث ينظر إليهم المجتمع غالباً ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﻢ دائماً غاضبون ويتشاجرون مع المحيط مما يدفع الناس لتجنبهم.
  • ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻓﻲ العلاقات اﻷسرية: وذلك بسبب الشجار اللفظي المتكرر ﺃو قد يصل اﻷمر إلى الاعتداء الجسدي والعنف المنزلي مما يسبب ﺍﻟﻄﻼق والضغوط العائلية.
  • مشاكل في العمل أو المدرسة: ﻗﺪ ﺗﺸﻤﻞ المضاعفات ﺍﻷﺧﺮﻯ للاضطراب الانفجاري المتقطع فقدان ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺃو الطرد من المدرسة.
  • حوادث السيارات أو المشكلات المالية أو مشاكل مع القانون.
  • مشاكل المزاج: غالباً ما تترافق اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب والقلق مع الاضطراب الانفجاري المتقطع.
  • الكحول وتعاطي المخدرات: غالباً ﻣﺎ ﺗﺤﺪث ﻣﺸﺎﻛﻞ تعاطي المخدرات ﺃو الكحول ﺟﻨﺒﺎً ﺇﻟﻰ ﺟﻨﺐ ﻣﻊ الإصابة بالاضطراب ﺍﻻﻧﻔﺠﺎري ﺍﻟﻤﺘﻘﻄﻊ.
  • المشاكل الصحية: ﺗﻌﺘﺒﺮ المشاكل ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ من ﺃﻛﺜﺮ المضاعفات ﺷﻴﻮﻋًﺎ وﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺸﻤﻞ ارتفاع ضغط ﺍﻟﺪم وﺍﻟﺴﻜﺮي وﺃﻣﺮﺍض ﺍﻟﻘﻠﺐ وﺍﻟﺴﻜﺘﺔ ﺍﻟﺪﻣﺎﻏﻴﺔ وﺍﻟﻘﺮﺣﺔ وﺍﻷﻟﻢ ﺍﻟﻤﺰﻣﻦ.
  • مشاكل إيذاء النفس: كإحداث إصابات متعمدة في الجسم أو محاولات الانتحار.

كيف يتم تشخيص الاضطراب الانفجاري المتقطع؟

يتم تشخيص الاضطراب الانفجاري المتقطع عن طريق أطباء الصحة العقلية واﻷطباء النفسيون من خلال اللجوء إلى:

  • إجراء الفحص البدني: بهدف استبعاد ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﺃو ﺗﻌﺎﻃﻲ ﺍﻟﻤﺨﺪرات ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ظهور أعراض مشابهة.
  • التحاليل والاختبارات الطبية.
  • التقييم النفسي: من خلال الحديث مع المريض عن ﺍﻷﻋﺮﺍض واﻷفكار وﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ وﺃﻧﻤﺎط السلوك التي تواجهه.

كيف يعالج الاضطراب الانفجاري المتقطع؟

تتعدد أنواع العلاج المستخدمة للاضطراب الانفجاري المتقطع حسب الحالة وشدة النوبات المرافقة لها وإن كانت تصل للاعتداء الجسدي والعنف أو محاولات الانتحار، وعلى أية حال تشمل العلاجات ما يلي:

  • العلاج النفسي: ويشمل العلاج بالكلام كما أن جلسات ﺍﻟﻌﻼج الفردي ﺃو ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎء المهارات الجديدة والمفيدة للمصاب من أبرز العلاجات المستخدمة.
  • العلاج السلوكي والمعرفي: وهو من أكثر أنواع العلاج شيوعاً فهو ﻳﺴﺎﻋﺪ ﺍﻷﺷﺨﺎص ﺍﻟﺬﻳﻦ يعانون ﻣﻦ الاضطراب ﺍﻻﻧﻔﺠﺎري ﺍﻟﻤﺘﻘﻄﻊ على ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺃو ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎت ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ تؤدي ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻋﺪوﺍﻧﻴﺔ مع ﺗﻌﻠم ﻛﻴﻔﻴﺔ إدارة ﺍﻟﻐﻀﺐ وﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎت ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍم ﺗﻘﻨﻴﺎت ﻣﺜﻞ التدريب ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﺮﺧﺎء، وﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﺸﻜل ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ‏( أي إعادة ﺍﻟﻬﻴﻜﻠﺔ للتفكير) مع ﺗﻄﺒﻴﻖ مهارات ﺍﻻﺗﺼﺎل ومهارة ﺣﻞ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼت.
  • العلاج الدوائي: لتخفيف المضاعفات المرافقة للاضطراب الانفجاري المتقطع ولاسيما مشاكل القلب ونوبات القلق والاكتئاب باستخدام اﻷدوية التي ﺗﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪوﺍﻧﻴﺔ وﺗﻤﻨﻊ نوبات ﺍﻟﻐﻀﺐ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذلك مضادات ﺍﻻﻛﺘﺌﺎب ‏( ﻣﺜﻞ ﻣﺜﺒﻄﺎت ﺍﻣﺘﺼﺎص ﺍﻟﺴﻴﺮوﺗوﻧﻴﻦ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺋﻴﺔ ﺃو SSRIs‏) وﻣﺜﺒﺘﺎت ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺰﺍﺟﻴﺔ ‏(ﺍﻟﻠﻴﺜﻴﻮم ومضادات ﺍﻻﺧﺘﻼج ‏) واﻷدوية المضادة ﻟﻠﺬﻫﺎن.

ما هي النصائح الموصى بها للتعامل مع الاضطراب الانفجاري المتقطع؟

عملت المراكز الطبية العالمية منذ اكتشاف الاضطراب الانفجاري المتقطع على إيجاد الحلول المناسبة، وفي إطار سعيها لتحسين حالة المصاب بهذا الاضطراب أوصت بمجموعة من النصائح، كان من أهمها:

  • اتباع نصائح الطبيب المعالج من خلال تناول اﻷدوية في موعدها الصحيح.

  • الاعتماد على تقنيات التأمل والاسترخاء وتدريب النفس على التأقلم مع مختلف ظروف الحياة.

  • تغيير طريقة التفكير وقراءة الكتب التي تعلمك كيف تكون إيجابياً؛ ﻷنها ستفيد المريض بالتأكيد في التعامل مع خيبات الواقع.

  • التدرب على مهارات مختلفة كمهارة حل المشكلات التي تساعد في تحديد المشكلة واقتراح الحلول الممكنة والمثالية لكل مشكلة.

  • التدرب على مهارات التواصل الاجتماعي من خلال تحسين مهارة الاستماع والتحدث.

  • تغيير المكان الذي تقيم فيه يمكن أن يساعد في تحسين العلاج مع تجنب المواقف المزعجة والمؤلمة بالنسبة إليك.

  • عدم استخدام المواد المخدرة أو الكحول ﻷنها ستزيد من خطورة الاضطراب.