6 نصائح لفطام ناجح لطفلك

مايو 18, 2021

يشكل فطام الطفل سواء أكان عن الرضاعة الطبيعية أم الرضاعة الصناعية موضوعاً محيراً للعديد من الأمهات، ومهما كانت الطريقة المتبعة في الفطام فإن أكثر ما يهم في الأمر هو الانتباه إلى مراعاة عاملين أساسيين هما: احتياجات الطفل الغذائية واحتياجاته العاطفية.

المحتوى

تقليل الرضاعة وتقديم الطعام ببطء

إن الخطوة الأولى التي يتوجب على كل أم القيام بها عند اتخاذ القرار بفطام رضيعها هي البدء بتقليل الرضاعة بالتدريج فمن غير الممكن ومن الخطأ حتماً أن تتوقف الأم عن تغذية صغيرها بالحليب مرة واحدة ودون أية مقدمات ﻷن ذلك سيشكل صدمة عاطفية كبيرة للطفل فضلاً عن تورم ثدي الأم واحتقانه.

أما الأسلوب الصحيح فيتمثل في تقصير فترات الرضاعة أو تأجيلها على أمل أن ينشغل الصغير بشيء آخر وينسى التفكير بالرضاعة فمن الممكن البدء على سبيل المثال بتأخير موعد الرضاعة ومن ثم إعطاء الطفل كمية رضاعة أقل من المعتاد ومن بعدها حذف بعض فترات الرضاعة ولا سيما في النهار كوقت القيلولة لتصل الأم في النهاية لمرحلة الفطام حتى في الليل دون أن يشكل ذلك أزمة لطفلها.

 لا بد من تعويض العناصر الغذائية المفقودة الناتجة عن نقصان كمية الحليب ويتم ذلك عبر إدخال الأطعمة الصلبة إلى نظام الطفل الغذائي بالتدريج أيضاً من خلال البدء بحصة غذائية واحدة في الظهيرة مثلاً أو بعد إعطاء الطفل نصف رضعة فقط ليزداد الاعتماد على الطعام الصلب مع مرور الوقت بالتوازي مع تقليل كمية حليب الرضاعة.

تقديم وجبات متنوعة ولذيذة

تتمثل المرحلة الثانية من أجل الوصول إلى عملية فطام سهلة دون الضرر بتغذية الطفل في تنويع الوجبات الغذائية المقدمة وذلك من خلال عدم الاعتماد على نوع واحد من الأطعمة الصلبة بل تقديم خليط متوازن من شتى العناصر الغذائية من بروتينات ونشويات وسكريات وفيتامينات ومعادن, مع مراعاة عمر الرضيع بلا شك.

يتم تحقيق ذلك مثلاً عبر اختيار الوقت المناسب لعرض الطعام الجديد على الطفل كما في وقت الغداء عند شعور الرضيع بالجوع مع البدء بالأطعمة سهلة البلع كالحبوب المطبوخة مع الحليب مثل اﻷرز المطبوخ الممزوج مع الحليب، ليتم بعدها في الأيام القادمة تقديم وجبة غذائية جديدة مثل الخضروات أو الفواكه المطبوخة.

غن أبدى الطفل استجابة مناسبة وكان سعيداً بهذا التغيير الجديد فلا مانع حينها من إدخال أطعمة أخرى ومذاقات جديدة أو تقديم بعض المشروبات فكل ما يهم في الأمر هو تنويع الأطعمة لتعليم الطفل على مذاقات مختلفة لذيذة تنسيه الرضاعة.

الاهتمام بشكل الأطعمة المقدمة للطفل

 من الضروري أيضاً الاعتناء بمظهر الأطباق المقدمة للصغير كأن يتم تقطيع الأطعمة بأشكال جميلة أو تزيينها أو وضعها في صحون أو كؤوس ملونة بالألوان التي يميل إليها الطفل أو أن يطبع عليها رسومات محببة للرضيع أو إشراك الطفل –إذا كان فطامه سيتم بعد عمر السنة– في تحضير طعامه الجديد واختيار الطبق أو الملعقة التي سيأكل بها.

المشاركة مع الطفل في تناول الطعام

تعد فترة فطام الطفل من الأوقات التي تتطلب المزيد من الاهتمام والعناية بمشاعر الرضيع حتى لا يشعر بمرارة الفقد للرضاعة والحزن الشديد عليها فيؤثر ذلك سلباً على صحته النفسية، ويتحقق ذلك عبر تعزيز ثقة الطفل بنفسه وإشعاره بأنه كبير بما فيه الكفاية ليعتمد على نفسه في التغذية ويستغني عن الرضاعة .

من أبرز الطرق المساعدة على ذلك مشاركة الوالدين في تناول الطعام مع صغيرهم مما يوحي له بأنه يشارك باقي أفراد الأسرة في تصرفاتهم كما يشعره بالحب والاهتمام من عائلته على النحو الذي يدفعه إلى تقبل خسارة الرضاعة مقابل مشاركة العائلة في تجربة تناول الطعام.

الاهتمام بالطفل واللعب معه

إن الرضاعة الطبيعية كانت أم الصناعية تلبي احتياجات متنوعة لدى الطفل وهي التغذية والاحتضان والتواصل البصري والتهدئة والعناية والحنان وبناءً على ذلك يتطلب الصغير في فترة الفطام المزيد من الاهتمام كما أشرنا سابقاً لحماية صحته النفسية ومساعدته على نسيان الرضاعة ومن الممكن تحقيق ذلك عبر اللعب مع الطفل.

فعلى سبيل المثال, تستطيع الأم في الوقت المعتاد لرضاعة صغيرها أن تلهيه بإعطائه لعبته المفضلة أو شراء لعبة جديدة أو ابتكار واحدة أخرى كما من الممكن تسلية الطفل أيضاً عبر حمله والمشي به أو عبر الغناء له أو مشاركته مثلاً في رسم لوحة جديدة أو في استعمال أقلام التلوين أو قراءة القصص الشيقة له أو إشراكه في تحضير طبقه المفضل أو الانطلاق به في مشوار إلى الخارج.

التحلي بالصبر

يتطلب فطام الرضيع مع الحفاظ على نظام تغذية صحي ومتوازن بذل بعض الجهد من الوالدين والتحلي بالصبر وطولة البال فقد يرفض الطفل في البداية حرمانه من رضاعة الحليب في بعض الأوقات أو تقليل كمية الرضعة من اﻷفضل عدم معاندة الصغير حينها بل تقديم كل حاجته من الحليب مع عدم اليأس وتكرار المحاولة لاحقاً.

كما من الممكن ألا يتقبل الرضيع اختيارات والديه لبعض الأطعمة الصلبة فيبصقها ولا سيما أنه متعود على المص ولا يعلم شيئاً عن بلع الطعام الصلب ما يتطلب التحلي بالصبر أيضاً ريثما يتعود على غذائه الجديد.

كما قد لا يعجبه طعم بعض الأطعمة الجديدة ولذلك فمن اﻷجدر عدم إجباره عندها على أكل شيء لا يحبه ولكن مع عدم الاستسلام أيضاً فقط يتطلب اﻷمر الانتظار لمدة أسبوع أو أسبوعين ثم معاودة المحاولة وتقديم الطعام الصلب مرة أخرى فذوق الطفل سيتغير ويتطور يوماً بعد يوم مع استمرار نموه.

كما أن مسألة الفطام تتطلب الصبر على بعض أوقات البكاء وتحمل عصبية الطفل واللعب معه وملء أوقاته بالعديد من النشاطات المسلية لمساعدته على نسيان الرضاعة فضلاً عن مشاركته في تجريب اﻷطعمة الجديدة وتعليمه مضغها وقضاء أطول وقت ممكن معه لكي يشعر بالراحة والاطمئنان.