مرض الإيدز

آخر تحديث: مايو 31, 2021
مرض الايدز
المحتوى

تعريف مرض الإيدز

هو مرض فيروسي يصيب الإنسان في أي مرحلة من حياته وأحياناً منذ الولادة ليلازمه مدى الحياة دون أمل في الشفاء حيث تصنفه المراكز الطبية العالمية ضمن قائمة الأمراض المزمنة والخطيرة الذي لم يستطع الطب حتى يومنا أن يجد له علاجاً يخلّص مصابيه من هذا الفيروس بشكل نهائي، ولكن كيف يصيب الإيدز الإنسان؟!
يهاجم فيروس HIV أو ما يسمى نقص المناعة البشرية جسد الإنسان ليصيب جهازه المناعي بالتحديد جاعلاً جسده في حالة من الوهن والضعف البدني الشديد، وقد تصل في بعض الحالات إلى الموت.

أعراض مرض الإيدز

تتباين أعراض مرض الإيدز تبعاً للمرحلة التي يمر بها المصاب؛ أيْ ليست على وتيرة واحدة وإنما تبدأ في المراحل الأولى طفيفة يكاد المريض لا يشعر بوجودها إلى أن تصبح شديدة فتلفت أنظار الجميع. وبناء على ذلك فإن أعراض الإيدز وفقاً لمراحل الإصابة:

  •  المرحلة الأولى يعاني المصاب من الحمّى والصداع مع بعض الآلام في الحنجرة والانتفاخات في منطقة الغدد وقد يترافق ذلك مع الطفح الجلدي.
  • المرحلة الثانية فهي تشترك في أعراضها مع المرحلة السابقة ولكن يضاف إليها ضيق التنفس وشدة الإسهالات وفقدان الوزن.
  • المرحلة الثالثة تحمل للمريض تفاقماً كبيراً في الأعراض السابقة كالإسهال الشديد والصداع المستمر والوهن الدائم.

مراحل الاصابة بمرض الإيدز

يجتاز المصاب بفيروس نقص المناعة البشرية مجموعة من المراحل حتى يصل إلى الذروة في المرض، ويمكن تقسيمها إلى المراحل الآتية:

  • المرحلة الأولى من أسبوعين إلى أربعة أسابيع: ويشار إليها أيضاً بالمراحل المبكرة من التلوث حيث يعيش المصاب حياة طبيعية على الرغم من دخول الفيروس إلى جسده وقدرته على الانتقال إلى أجساد أخرى من خلال طرق العدوى التي ذكرناها، وغالباً ما تظهر أعراض بسيطة تتشابه إلى حد كبير مع أعراض الانفلونزا. وفي هذه المرحلة يبدأ الفيروس نشاطه الهجومي على مختلف أنشطة وعمليات الجهاز المناعي.
  • المرحلة الثانية المعروفة باسم المرحلة المتقدمة من التلوث حيث تمتد من سنة إلى تسع سنوات يعمل خلالها الفيروس على التدمير المنظم لخلايا الجهاز المناعي.
  •  المرحلة الثالثة وهي المرحلة التي يُعلن فيها المرض عن وجوده من دون الحاجة إلى الكشف عنه بالتحاليل ويكون ذلك من خلال ظهور الأعراض الشديدة وسيطرة الفيروس على الجهاز المناعي بشكل كامل فيظهر المريض بحالة من التعب.

وعادة ما يصل المريض إلى هذه المرحلة الأخيرة من الإيدز بعد أن يقضي الفيروس داخل الجسد عشر سنوات أو أكثر.

أسباب مرض الإيدز

يتفق جميع العلماء على أن فيروس نقص المناعة البشري هو السبب الوحيد للإصابة بالإيدز ولكن كيف ينتقل هذا المرض بين البشر؟ أو بشكل أدق ما هي طرق انتشار مرض الإيدز؟
سيطرت فكرة ارتباط مرض الإيدز بالعلاقات الجنسية المحرمة وغير الشرعية زمناً طويلاً على أذهان المجتمعات إلا أن الأبحاث الطبية كشفت وبشكل متسارع عن طرق أخرى ينتقل فيها هذا المرض من شخص مصاب إلى آخر سليم ويمكن تلخيصها في الآتي:

  • إقامة علاقة جنسية بين شخص مصاب وآخر سليم.
  • الاشتراك في استعمال إبرة الوريد لتعاطي المخدرات مع أشخاص آخرين.
  • الخضوع لنقل دم بأدوات غير نظيفة وغير معقمة بشكل صحيح، ولذلك غدت مراكز نقل الدم أكثر حذراً في إجراءات النقل بين المتبرعين.
  • إصابة الأم في فترة الحمل أو الولادة أو الرضاعة بمرض الإيدز يعد سبباً في نقله إلى الطفل.

تشخيص مرض الإيدز

قد لا تصدق إذا علمت أن مرض الإيدز يتوارى عن نتائج التحاليل الطبية في الفترة الأولى من الإصابة بالفيروس التي تتراوح بين 12 أسبوع وستة أشهر، ولكن لن يبقى الأمر على هذا الحال بعد تلك الفترة لأن التحاليل الآتية كفيلة بتشيخص مرض الإيدز وتحديد نوعه أيضاً:

  • مقايسة الممتز المناعي المرتبط بالإنزيم أو ما يعرف ب إليزا ويحتاج هذا الاختبار من الشخص أن يعطي عينة من دمه ليتم الكشف عن وجود أضداد فيروس الإيدز في الجسم من عدمها، لينتظر نتيجة الاختبار التي تتطلب إعادة الاختبار إذا كانت إيجابية.
  • اختبار اللطخة الغربية وفي هذا الاختبار يتأكد الطبيب المختص من كون الأضداد التي ظهرت في تحليل إليزا هي دليل على المرض، ولكن هذا التحليل سيحتاج إلى انتظار نتيجته مدة لا تقل عن أسبوعين، ولأن بعض الأشخاص يرغبون في الاطمئنان على سلامتهم يلجؤون إلى الفحوصات الحديثة السريعة كالفحص المأخوذ من سوائل الفم، والفحص البيتي الذي يمكن أن تطبقه في المنزل.

علاج مرض الإيدز

اقتصرت الأنواع العلاجية على الأدوية التي تساعد الجسد على محاربة الفيروس وتعمل على تقوية الجهاز المناعي وما يرافق هذا المرض من تلوثات انتهازية، باختصار لم يستطع الطب أن يقدم لمرضى الإيدز سوى علاجات تحسن من مستوى حياتهم وتساعدهم في التغلب على الصعوبات الناجمة عن المرض. تبدو مهمة
الطبيب مع الطفل المصاب بمرض الإيدز أكثر صعوبة من الشخص البالغ ويرجع ذلك إلى أن الأدوية التي تعطى إلى المريض تفقد قيمتها مع مرور الوقت فضلا عن أن الطفل لن يعاني فقط من الوهن والتعب وإنما ستظهر لديه أعراض تؤثر في مسيرته التعليمية وبناء جسده أي سيتحمل نتائج سلبية كثيرة ومرهقة لمرحلته العمرية.

أساليب الوقاية من مرض الإيدز

إن أساليب الوقاية الفعالة من مرض الإيدز ستكون أكثر نجاحاً عندما يبتعد الإنسان عن الطرق التي ينتشر بها المرض عادة، ويتم ذلك من خلال اتباع النصائح الآتية:

  1. الالتزام بالواقي الذكري والواقي الأنثوي في أثناء ممارسة الجنس لأنه يحمي من إمكانية نقل المرض عن طريق الجهاز التناسلي.
  2.  إذا كنت ممن يتعاطون المخدرات عن طريق إبر الوريد فننصحك بالابتعاد عن المخدرات بشكل عام وتجنب استعمال الإبر مع غيرك.
  3.  الحرص على إجراء عملية الختان لأطفالك الذكور حيث أثبتت بعض الأبحاث جدوى هذه العملية في التقليل من الإصابة بمرض الإيدز.
  4.  عدم استخدام أي نوع من الإبر لأكثر من مرة والحرص على تعقيمها جيداً قبل الاستعمال.
  5.  انتقاء مراكز نقل الدم التي تعتني بإجراء نقل الدم بشكل صحيح ومعقم. إجراء الفحوصات الدورية للأم الحامل والمرضعة لأن الكشف المبكر عن إصابتها بمرض نقص المناعة المكتسب سيساعد بالتأكيد من خلال تناول الأدوية في التقليل من فرص نقل المرض إلى الطفل.

مسميات لمرض الإيدز

دعنا نتفق في البداية على أن اسم الإيدز قد لاقى ذيوعاً وانتشاراً بين الناس أكثر من غيره فغلب على المسميات :الأخرى ولكن هذا لا ينفي وجود ألقاب أخرى للمرض أُخذت من اللغات الأخرى كتسميتنا له

  • مرض سيدا
  • أما الاسم العلمي الدقيق لهذا المرض فهو متلازمة نقص المناعة المكتسبة وعوز المناعة المكتسب.

أنواع مرض الإيدز

هناك نوعان رئيسيان من فيروس نقص المناعة HIV المسبب لمرض الايدز:

  • النوع الأول HIV-1

وهو المرض الشائع الذي يعاني منه معظم المصابين بهذا الفيروس في أنحاء العالم. حيث تقدر الدراسات أن أكثر من 95% من المصابين بفيروس نقص المناعة يحملون هذا النوع.

ينقسم HIV-1  من فيروس نقص المناعة ، إلى 4 مجموعات فرعية وهي مجموعة M ومجموعة N ومجموعة O ومجموعة جديدة نادرة تعرف باسم P.

المجموعات الفرعية N و O و P ، تمثل حوالي 5% من إصابات فيروس نقص المناعة.

أما معظم الإصابات في العالم فإنها تنتمي إلى المجموعة M  التي تنقسم بدورها إلى أنماط عديدة جداً ، ولكن يتم التركيز دائماً على 10 أنماط منها.

وتنتشر تلك الأنماط في دول العالم. فكل دولة يغلب عليها الإصابة بأنماط محددة

مثل: النمط A  ينتشر في دول شرق أفريقيا

النمط B ينتشر في أوروبا وأمريكا واليابان وأستراليا ، وكذلك دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

النمط C في جنوب أفريقيا وشرقها ، والهند ونيبال وأجزاء من الصين

النمط J يوجد في دول الكاريبي

النمط F في أمريكا الجنوبية

النمط CRF_01 AE  في تايلاند والفلبين

  • النوع الثاني HIV-2

يختلف عن النوع الأول بأنه أبطأ بالتطور ، فقد يحتاج المصاب إلى عشرين سنة لحين الوصول إلى مرحلة الإيدز ، كما أنه أقل ارتباطاً بالوفاة من النوع الأول.

وهو أقل شيوعاً وينتشر في دول معدودة في غرب أفريقيا  مثل غامبيا والسنغال ومالي وساحل العاج وسيراليون ونيجريا.

تاريخ مرض الإيدز

أول تسجيل لظهور مرض الإيدز كان في الخامس من يونيو في عام 1981 عندما اكتشفت – في الولايات المتحدة الأمريكية – وكالة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) عددًا من حالات الإصابة الالتهاب الرئوي بالمتكيسة الجؤجؤية (والذي لا يزال يصنف كالتهاب متكيسة رئوي، ولكن من المعروف أن المسبب له هو الالتهاب الرئوي بالمتكيسة الجؤجؤية) وذلك في خمسة رجال من المثليين جنسيا في لوس نجلوسفي ولاية كاليفورنيا. في البداية، لم يكن لدى الوكالة اسم رسمي لهذا المرض، وعادةً ما كانت تشير إليه من خلال الأمراض المرتبطة به. فعلى سبيل المثال كانت تستخدم اسم: اعتلال العقد الليمفاوية؛ وهو المرض الذي اشتق منه مكتشفو فيروس HIV اسمًا للفيروس. وقد استخدمت الوكالة أيضًا اسم سرطان كابوزيس والعدوى الانتهازية وهو الاسم الذي أطلقته عليه الوحدة المؤقتة التي تم تشكيلها للتعامل مع المرض الجديد في عام 1981.

وتم استخدام مصطلح AIDS (الايدز) في أحد اجتماعات الوكالة في يوليه من عام 1982.وبحلول سبتمبر من عام 1982، بدأت هذه الوكالة في استخدام اسم الإيدز .

آخر الأبحاث عن مرض الإيدز

توصل الباحثون في الجامعة البلجيكية إلة اكتشاف مكان اختباء الفيروسات عند تناول الأدوية المضادة للفيروس. وكان ذلك حتى الوقت مجهولاً.

وقام الباحثون بإجراء تحليلات على الفيروسات في أجسام 11 مريض متطوع، كانوا قد توقفوا عن تناول الأدوية مؤقتاً من أجل جعل المرض يظهر عليهم مجدداً.

ووجدوا أن فيروس الإيدز يختبئ في خلايا مناعية محددة في الجسم فيكون بذلك خارج نطاق ما يسمى “رادار الأدوية”، وحين يتوقف المريض عن تناول مثبطات الفيروس فإنه يبدأ بالتكاثر والظهور من جديد.

وجاء في الدراسة: “على خلاف ما كان يُعتقد حتى الآن تظهر دراستنا أن الخلايا المناعية تنقسم كثيراً، تكون مسؤولة أيضاً عن بقاء خزانات الفيروس”. وأضاف الباحثون أن هذا الاكتشاف يشكّل خطوة حاسمة في المضي قدماً في إمكانية الشفاء من مرض الإيدز تماماً.