كيف تؤثر الدهون على التهاب المفاصل الروماتيزم؟

يوليو 4, 2021

يمكن أن تؤدّي زيادة الوزن إلى تفاقم أعراض التهاب المفاصل الروماتيزميّ RA، وتقليل فعّالية الأدوية، وتهيئتك لمشاكل صحّية أخرى.

يعاني حوالي ثلثَي المصابين بالتهاب المفاصل الروماتيزمي من زيادة الوزن أو السمنة وهي نفس النسبة بين عامّة السكّان، ولكن عندما يكون لديك التهاب المفاصل الروماتيزمي، فإنّ الدهون الزائدة في الجسم يمكن أن تخلِق مشاكل إضافية.

المحتوى

لماذا تعتبر السمنة خطيرة على مرضى التهاب المفاصل الروماتيزميّ؟

إنّه عضو نشِط يُطلق هرمونات تسمّى adipokines الدهون في جسمك لا تأخذ مساحة فقط. في جسمك، يؤثّر بعضها على استقلاب الجلوكوز، يلعب الآخرون دورًا في جهاز المناعة وينظّمون شهيّتك.

إذا كان وزنك صحّيًا، فإنّ خلاياك الدهنية تُنتج بشكل أساسيّ أديبوكينات مفيدة، لكن الأنسجة الدهنية الزائدة تُطلق مستويات عالية من السيتوكينات وهي بروتينات يمكن أن تسبّب التهابًا في جميع أنحاء الجسم.

هذه هي نفس البروتينات التي تُنتجها أنسجة المفاصل في التهاب المفاصل الروماتيزمي، بالإضافة إلى التسبّب في مشاكل صحّية أخرى، فإنّ السيتوكينات تجعل التهاب المفاصل الموجود أسوأ.

تطوّر المرض وأنت مصاب بالسمنة

يعاني الأشخاص الذين يعانون من السمنة المُفرطة من الألم والعجز وتطوّر المرض بشكل أسرع من نظرائهم النحيفِين، في عام 2018، حلّل باحثون في جامعة بنسلفانيا البيانات من أكثر من 23000 مريض مصاب بالتهاب المفاصل الروماتويدي.

أولئك الذين يعانون من السمنة المفرٍطة التي تمّ تعريفها على أنّها مؤشّر كتلة الجسم لديهم 30 أصبحوا مُعاقِين في وقت أقرب بكثير من المرضى الآخرين حتى أولئك الذين يُعتبرون يعانون من زيادة الوزن، مؤشّر كتلة الجسم 25-29.

المشاكل الصحّية الأخرى التي تسبّبها السمنة

السمنة لا تؤدّي فقط إلى تفاقم التهاب المفاصل؛ كما أنّه يسبّب مشاكل صحّية أخرى، نفس السيتوكينات المرتبطة بالدهون والتي تهاجم مفاصلك تزيد بشكل كبير من فرص الإصابة بمرض السكّري من النوع 2 وأمراض القلب.

تجعل السيتوكينات الالتهابيّة من الصعب على الأنسولين الوصول إلى الخلايا، يؤدّي هذا إلى تراكم الجلوكوز في الدم ويؤدّي في النهاية إلى الإصابة بمرض السكّري.

يتسبّب الالتهاب أيضًا في تشكّل اللويحات بشكل أسرع في شرايين الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي، هذا يضيّق ببطء الأوعية الدمويّة ويمنع تدفّق الدم وهو السبب الرئيسيّ للنوبات القلبيّة والسكتة الدماغيّة.

السمنة تسبّب استجابة صعيفة للعلاج

قد تعمل الأدوية البيولوجية وبعض الأدوية التقليدية المضادّة للروماتيزم المعدّلة للأمراض بشكل أقلّ فعّالية لدى الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتيزمي الذين يعانون من السمنة.

يعتقد بعض الباحثين أنّ هؤلاء المرضى يحتاجون ببساطة إلى جرعات أعلى لحساب وزنهم الزائد، الاحتمال الآخر هو أنّ الخلايا الدهنية يمكن أن تُنتج ما يكفي من السيتوكينات للحفاظ على العمليّة الالتهابيّة على الرغم من الأدوية.

يقول إريك توسيروت، أستاذ أمراض الروماتيزم في مركز التحقيقات السريريّة للعلاج الحيويّ في مستشفى جامعة بيسانكون في فرنسا، إنّه لا يزال هناك تفسير آخر، يقول: “قد ترتبط الخلايا الدهنيّة بالأجسام المضادّة وحيدة النسيلة مثل إنفليكسيماب ريميكاد وتجعلها غير وظيفيّة”.

وهذا يدعم نتائج دراسة هولندية عام 2011 تُظهر أنّ مرضى التهاب المفاصل الرثيانيّ البدينين كانوا أقلّ أداءً في استخدام إنفليكسيماب من أدوية التهاب المفاصل الأخرى، لكنّه يقضي على فكرة أنّ الأشخاص الذين يعانون من السمنة يحتاجون إلى جرعات أعلى، حيث يتمّ إعطاء إنفليكسيماب على أساس الوزن،  هناك شيء واحد واضح: مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي البدين لديهم نتائج أسوأ ونوعيّة حياة أقلّ من تلك النحيلة.

المصادر