فقدان الشهية العصبي

فقدان الشهيه العصبي
يناير 10, 2021

هل سمعت عن اضطراب فقدان الشهية العصبي؟ ترى ما هو؟ وما هي أضراره على الصحة؟ وكيف يتم علاجه؟

المحتوى

ما المقصود باضطراب فقدان الشهية العصبي؟

يقصد باضطراب فقدان الشهية العصبي أو ما يسمى فقدان الشهية الرغبة القوية في النحافة مع الاضطراب في تناول الطعام الذي يسبب انخفاضاً شديداً في الوزن مع العديد من المشاكل الصحية.

وعلى الرغم من ذلك يشكو المصاب من الشعور بزيادة الوزن وحتى البدانة ويراقب وزنه باستمرار مع تقليل الأكل وممارسة الرياضة بشكل مبالغ فيه والمعاناة من الجوع أو حتى التقيؤ أو استخدام أدوية مسهلة لتخفيض الوزن اعتقاداً من المصاب بهذا الاضطراب بأنه يحافظ على لياقته الجسدية.

بينما هو في الحقيقة يجلب لنفسه العديد من الأمراض، يمكن أن يُصاب الرجال والنساء في أي عمر بفقدان الشهية العصبي، ولكنه أكثر شيوعًا عند النساء الشابات ويبدأ عادةً في منتصف فترة المراهقة.

لماذا يحدث اضطراب الشهية العصبي؟

من غير المعروف حتى الآن بالضبط ما الذي يسبب فقدان الشهية العصبي واضطرابات الأكل الأخرى، ومع ذلك تشير الدراسات إلى العوامل الآتية:

العوامل الوراثية: تشير الأبحاث إلى أن الفرد أكثر عرضة للإصابة باضطراب فقدان الشهية العصبي إذا كان هو أو أحد أفراد أسرته لديه تاريخ من اضطرابات الأكل أو الاكتئاب أو إدمان الكحول أو المخدرات.

العوامل البيئية: يزيد احتمال الإصابة بفقدان الشهية العصبي إذا عانى الفرد من الاضطرابات النفسية والاجتماعية كسخرية المجتمع من عاداته الغذائية أو تعرضه للتنمر بسبب شكل جسمه أو وزنه.

العوامل الفردية: كرغبة الفرد المبالغ فيها بالرشاقة والقلق الدائم من زيادة الوزن.

الإصابة باضطرابات الشخصية: كضعف الشخصية وتدني احترام الذات أو الإصابة باضطراب الشخصية المهووسة بالسعي إلى الكمال.

ضغوط العمل: يعاني بعض الأفرااد بسبب مهنهم من ضرورة الحفاظ على أجساد مثالية كراقصات الباليه أو الفرسان أو عارضات الأزياء أو الرياضيين أو الفنانين.

متى يزداد الأمر خطورةً؟

يعد اضطراب فقدان الشهية العصبي أحد اضطرابات الأكل الشائعة، إلا أن الوضع يزداد خطورةً لدى الفئات الآتية:

النساء: على الرغم من أن فقدان الشهية العصبي منتشر لدى كل من الرجال والنساء إلا أن الدراسات تشير إلى ارتفاع نسبة الإصابة بهذا الاضطراب لدى النساء بشكل أكبر من الرجال، ولاسيما لدى الفتيات في مرحلة الشباب بسبب الميل إلى الحفاظ على قوام نحيف لاعتبارات جمالية.

الأمر الذي يشكل هوساً لدى بعضهن يدفعهن لاتباع الحميات الغذائية وممارسة التمارين الرياضية بشكل مبالغ فيه وعدم الاقتناع والرضا بأجسادهن وبالتالي الإصابة باضطراب فقدان الشهية العصبي.

المراهقين: على الرغم من أنه من الممكن أن يصاب الأشخاص في أي عمر كان باضطراب فقدان الشهية العصبي إلا أن الأبحاث تشير إلى كونه أكثر شيوعًا لدى المراهقين مقارنةً بالفئات العمرية الأكبر.

فهو نادر الحدوث لدى من تزيد أعمارهم عن 40 عامًا، ويرجع السبب في ذلك إلى التغييرات الهرمونية التي تصيب أجسادهم بالإضافة لحساسيتهم
الشديدة لنقد المجنمع حول أشكالهم أو أوزانهم.

مما يدفعهم لبذل جهود مضاعفة للوصول إلى النحافة حتى لو كان ذلك بتجويع الذات وبالتالي معاناتهم من اضطراب فقدان الشهية العصبي.

ما هي الأعراض المرافقة لاضطراب فقدان الشهية العصبي؟

ترتبط العلامات والأعراض المرافقة لاضطراب فقدان الشهية العصبي بالجوع، وعلى أية حال يعاني الشخص المصاب بهذا الاضطراب من الأعراض الآتية:

  • الأعراض العاطفية: وتشمل التصور غير الواقعي لوزن الجسم وعدم الرضا وضعف الثقة في النفس والخوف الشديد من أي زيادة في الوزن والرهبة الدائمة من الإصابة بالبدانة.
  • الأعراض الجسدية: وتشمل خسارة الوزن الشديدة وضعف النمو وفقر الدم والإرهاق والأرق والدوار والإغماء والغثيان والإقياء وتغير لون الأصابع إلى اللون الأزرق والإمساك وآلام البطن والجلد الجاف أو المصفر وعدم القدرة على تحمل البرد وعدم انتظام ضربات القلب وانخفاض ضغط الدم وتورم الذراعين أو الساقين وتآكل الأسنان.
  • الأعراض السلوكية: وتشمل محاولات خسارة الوزن من خلال اتباع الحميات الغذائية أو الصيام عن الطعام مع إنكار الجوع أو اختلاق الأعذار لعدم تناول الطعام أو تناول القليل فقط من الأطعمة الآمنة وعادةً ما تكون منخفضة الدهون والسعرات الحرارية أو التقيؤ أو تناول المسهلات والحقن الشرجية أو المنتجات العشبية.

هل اضطراب فقدان الشهية العصبي مضر للصحة؟

في دورة الجوع الذاتي لفقدان الشهية العصبي ، يُحرم الجسم من العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها ليعمل بشكل طبيعي، وبالتالي يضطر إلى إبطاء جميع عملياته للحفاظ على الطاقة مما يؤدي إلى عواقب طبية خطيرة نتيجة الإصابة بسوء التغذية.

وتشمل الأضرار الصحية مايلي:

  • مشاكل في العضلات والعظام.
  • الخمول ووهن الجسم.
  • هشاشة العظام.
  • مشاكل القلب والأوعية الدموية: كانخفاض ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب وأمراض صمام القلب والفشل القلبي أو السكتة القلبية المفاجئة.
  • ضعف التركيز والنسيان.
  • ضعف مناعة الجسم.
  • مشاكل الخصوبة وانقطاع الطمث.

قد تؤدي المضاعفات السابقة إن لم يتم تقديم العلاج المناسب إلى وفاة المصاب أو انتحاره في بعض الحالات.

كيف يشخص اضطراب فقدان الشهية العصبي؟

يتم تشخيص الإصابة باضطراب فقدان الشهية العصبي من خلال اللجوء إلى فريق من الأطباء وأخصائيي الصحة العقلية وأخصائيي التغذية الذين يبحثون عن مجموعة من العوامل كالآتي:

  • انخفاض استهلاك الطعام مقارنةً مع حاجة الجسم.
  • انخفاض كبير في الوزن مقارنةً مع الأشخاص من نفس العمر والجنس، بالإضافة إلى ضعف النمو والصحة البدنية.
  • الخوف الشديد من زيادة الوزن أو السمنة ، حتى مع نقص الوزن
  • اضطراب في طريقة الشعور بوزن الجسم أو شكله ، أو التأثير غير المبرر لوزن الجسم أو شكله على التقييم الذاتي، أو إنكار خطورة انخفاض وزن الجسم الحالي.

كيف يعالج المصاب باضطراب فقدان الشهية العصبي؟

يؤئر اضطراب فقدان الشهية العصبي على صحة الجسم بشكل خطير إن أهمل العلاج وتتعدد أنواع العلاجات المستخدمة على النحو الآتي:

  • العلاج في غرفة الطوارئ في المشفى لمواجهة اضطراب ضربات القلب أو الجفاف أو اختلال التوازن أو المشاكل النفسية الشديدة، وسوء التغذية الحاد أو استمرار رفض تناول الطعام.
  • تتخصص بعض العيادات في علاج الأشخاص الذين يعانون من اضطراب فقدان الشهية العصبي عن طريق برامج نهارية أو الإقامة حتى الاستشفاء الكامل.
  • الرعاية الطبية: قد يحتاج الأشخاص المصابون بفقدان الشهية إلى التغذية من خلال أنبوب يوضع في أنفهم ويذهب إلى المعدة  الأنبوب الأنفي المعدي.
  • عادة ما يتم تنسيق الرعاية مع أخصائي نفسي لرفع معنويات المصاب وزيادة الثقة في النفس مع التثقيف الغذائي كل ذلك لعودة الجسم إلى الوزن الطبيعي.
  • العلاج الأسري: وذلك في الحالة التي يكون فيها المصاب مراهقاً نظرًا لأن المراهق المصاب بفقدان الشهية غير قادر على اتخاذ خيارات جيدة بشأن الأكل وصحة جسمه وبالتالي فإن العلاج يحشد الآباء لمساعدة أطفالهم في إعادة التغذية واستعادة الوزن.
  • العلاج الفردي: وذلك بالنسبة للبالغين باستخدام العلاج السلوكي المعرفي لدعم زيادة الوزن والمساعدة في تغيير المعتقدات والأفكار المشوهة حول وزن الجسم.
  • الأدوية: على الرغم من عدم وجود أدوية معتمدة لعلاج اضطراب فقدان الشهية العصبي إلا أنه من الممكن أن تساعد مضادات الاكتئاب أو الأدوية النفسية الأخرى في علاج اضطرابات الصحة العقلية المرافقة مثل الاكتئاب أو القلق.

 

ما هي النصائح الموصى بها للتعامل مع اضطراب فقدان الشهية العصبي؟

من أصعب التحديات التي تواجه علاج اضطراب فقدان الشهية العصبي هو عدم شعور المصاب بأنه يعاني من أي مشكلة ولاسيما عندما يصيب الاضطراب المراهقين، وينصح الأطباء النفسيون بالتعامل مع المصاب على النحو الآتي:

  • الدعم النفسي والعاطفي من قبل الأهل والأصدقاء للمصاب.
  • مساعدته على الالتزام بخطة العلاج وعدم تفويت أي جلسة طبية مقررة له.
  • تناول الفيتامينات لتعويض الجسم وذلك بعد الاستشارة الطبية.
  • تشجيع المصاب على مقاومة مراقبة الوزن المتكرر وتفقد المرآة.
  • الابتعاد عن تناول الأعشاب والمكملات الغذائية دون وصفة طبية.
  • تجنب الحميات الغذائية والأدوية الخافضة للوزن دون استشارة طبية.
  • دعم المصاب لممارسة الأنشطة التي تساعد على الاسترخاء وتخفيف القلق والتوتر.