الوراثة اللامندلية

سبتمبر 9, 2021

ظهرت أمور معقّدة لم تخضع لقوانين مندل ولم تستطع الوراثة المندليّة تفسيرها، على إثر ذلك تمّ إيجاد نوع آخر من الوراثة يفسّر هذه الأمور سمّي بالوراثة اللامندلية.

أظهرت الدراسات اللامندلية أنّ الجينات والصبغيّات مرتبط أحدهما مع الآخر على خِلاف دراسات مندل التي أوضحت أنّ الجينات تتفارز بشكل مستقلّ.

المحتوى

ماهي الوراثة اللامندلية؟

في الوراثة المندليّة كان النمط الظاهريّ تابعاً لأحد الأبوين حصراً (الجين إما سائد أو متنحّي)، بينما في الوراثة اللامندلية سينتج نمط ظاهريّ جديد.

فمثلاً يمكن عند تصالب بعض الجينات أن تنتج صفة متوسّطة، حيث لا يكون الجين السائد سائداً تماماً، مثال على ذلك هو التصالب بين نبات أبيض ونبات أحمر، نتج عن ذلك نبات لونه زهري.

وكذلك قد يظهر تأثير كل جين من الجينَين المتقابلين، الجين ليس سائداً ولا متنحياً، كحالة فصائل الدم A وB تظهر فصيلة الدم AB.

الوراثة عديدة الجينات

يُقصد بها الصفة التي يتحكّم بها الكثير من الجينات الواقعة في مواضع مختلفة دون أن تؤثّر فيها العوامل البيئيّة.

هذا النوع من الوراثة نادر جداً، هنا يكون تأثير الجينات تراكمياً، حيث يُسهم كل جين بجزء من ظهور الصفة.

مثلاً في صفة النمش أو عدم النمش، نجد أنّ العديد من الاختلافات التي تظهر تكون تابعة لطفرات في جينات مختلفة، مثل لون الجلد والشعر وحتّى العينَين.

الوراثة عديدة العوامل

يُطلق على هذا النوع من الوراثة أحياناً بالوراثة المعقّدة، ولكن تعدّ تسمية الوراثة عديدة العوامل أكثر دقّة.

تُستخدم عبارة الوراثة عديدة العوامل لوصف صفات تتحكّم بها عدّة جينات بالإضافة لتأثير العوامل البيئية.

كل جين من الجينات يتّبع قوانين مندل في الوراثة، الفرق هو تضافر عدّة جينات بعضها مع بعض بالإضافة للعوامل البيئية لإعطاء نمط ظاهريّ معيّن مع غياب لمَلامح السيادة والتنحّي.

كمثال على ذلك سرطان الرئة، حيث تتضافر في ظهوره جينات متعدّدة بالإضافة إلى العوامل البيئية.

فإذا ظهر شخص لديه العوامل الجينية المؤهّبة لظهور السرطان ولكنه ليس بمدخّن ويستنشق الهواء النقيّ طوال حياته فإنّه من النادر أن يظهر لديه سرطان الرئة.

وكمثال آخر الشقيقة (الصداع النصفي)، في هذه الحالة يُسهم جين يقع على الصبغيّ الأوّل في الحساسيّة تجاه الصوت في حين أنّ جيناً يقع على الصبغيّ الخامس يؤدّي إلى الصداع النابض وفي الحساسيّة تجاه الضوء، وهناك جين ثالث يقع على الصبغيّ الثامن يؤدّي إلى الغثيان والإقياء.

اضطرابات المتقدرات

اشتقّ اسم متقدّرات (mitochondria) من كلمتَين إغريقيّتَين (Mito) تعني خيطاً، و(chondrion) تعني حبيبة.

توجد مئات من المتقدّرات في هيولى الخلية، وتملك كل متقدّرة من 2-10 صبغيّات حلقيّة.

تُبدي الأمراض الناجمة عن طفرات في الدنا المتقدّري انتقالاً أمومياً فقط، فتورّث المتقدّرات وصبغيّاتها جميعاً من الأم، إذ يتمّ الانتقال لجميع الأولاد عن طريق الأمّ المصابة، ولايوجد أيّ خطورة على نسل الرجل المصاب.

تسبّب طفرات الدنا الكوندريّ أنماطاً ظاهريّة مرَضيّة في النُّسج المُستهلِكة للطاقة كالعضل والدماغ والقلب وشبكيّة العين.

ترتبط وخامة المرض المتعلّق باعتلالات المتقدّرات بعدّة عوامل

  • نوع الجين الطافر.
  • مكان الطفرة.
  • كيفيّة توزّع المتقدّرات الطافرة بين الأنسجة خلال مراحل الانقسام المبكّرة للتطوّر الجنيني.

نذكر من اعتلالات المرتبطة بطفرات المتقدرات

  • اعتلال الصرع الرمعي العضلي والألياف الحمراء المُمزّقة
  • اعتلال العصب البصري.
  • الاعتلال العصبيّ المترافق مع الرنح والتهاب الشبكيّة الصباغي.
  • الاعتلال الدماغيّ المتقدّري المترافق مع الحمض اللاكتيكي ونوبات سكتة دماغيّة.

المصادر

E3arabi