الهلوسة

نوفمبر 24, 2021

في ظلّ جلساتنا اليوميّة قد نسمع بعض الأصوات ونلتفت ولا نجد شيئاً، وقد نرى للحظة شيئاً ما، ربّما غير مفهوم أو هيئة شخص ما، ونقول كثيراً سمعت صوت فلان، أو تخيّلته موجوداً.

تُرى ما سرّ هذه الأحداث، ولماذا تحدث؟

تسمّى هذه الأحداث بالهلوسة، لكن متى يحتاج الأمر زيارة الطبيب؟ وهل لهذه الأحداث علاقة بفصام الشخصيّة؟

المحتوى

ما هي أنواع الهلوسة؟

للهلوسة أنواع عديدة، ومن الضروريّ معرفتها بشكل كامل، للتأكّد من الإصابة بالمرض أم أنّه حدَث عارِض.

النوع الأوّل: الهلوسة السمعيّة:

وهي سماع أصوات غير موجودة، قد يكون نتيجة معاناة المريض من مرض عقليّ، أو لا وجود لأيّ مرض، ولكنّها مجرّد هلوسة، ومن أنواع الهلوسة الصوتيّة (سماع الموسيقى)، وعادة تكون أغنية أو موسيقى يحبّها المريض بشكل كبير ويسمعها بشكل متواصل فتبقى في ذاكرته، وسبب ذلك:

  • فقدان السمع.
  • الأورام.
  • الصرع.
  • ظهور بقع غير طبيعيّة في الدماغ.
  • التهاب الدماغ.

النوع الثاني: الهلوسة الشمّية:

وهي شمّ روائح غير موجودة، وتُعتبر الروائح الأكثر انتشاراً تِبعاً لهذه الهلوسة هي الروائح الكريهة، وتعود هذه المشكلة نتيجة تحطّم النسيج العصبيّ في الجهاز الشميّ، وذلك بسبب:

  • التهابات فيروسيّة.
  • أورام الدماغ.
  • التسمّم من بعض الأدوية.
  • الصرع في حالات نادرة.

النوع الثالث: الهلوسة البصريّة:

وهي رؤية أشياء أو أشخاص غير موجودين، تعود الإصابة بهذه الحالة إلى الإصابة بأمراض عضويّة حادّة، كالإصابة بالذهان، أو الهذيان، أو الصرع، فصام الشخصيّة. وهي أقلّ انتشاراً من الهلوسة السمعيّة.

النوع الرابع: الهلوسة الهبناكوكيّة:

تستمرّ هذه الهلوسة لثوانٍ قليلة، وتحدث مع أناس كُثر، تحدث قبل أن يغطّ الإنسان في النوم، وتترافق مع بعض أنواع الخلَل في عُنق الدماغ، أو عند أناس أصحّاء، فلا ضير في هذه الهلوسة وقد تحدث للجميع.

النوع الخامس: الهلوسة الحسّية:

وهي شعور المرء بلَمس شيءٍ ما غير موجود، يترافق هذا النوع في بعض الأحيان بتعاطي الكحول أو المخدّرات.

النوع السادس: متلازمة تشارلز بونيت:

تحدث هذه الحالة إلى الأشخاص المكفوفين، فقد يشعرون برؤية بصريّة لبعض الأمور، من خلال فتح وإغلاق الجفنَين حتّى تختفي الصورة البصريّة، ولا تعدّ هذه الحالة مرَضيّة.

ما هي أسباب حدوث الهلوسة؟

الإصابة بالهلوسة له أسباب كثيرة، منها:

  • الإصابة يمرض فِصام الشخصيّة.
  • مرض باركنسون.
  • الزهايمر.
  • الإصابة بالاكتئاب.
  • الصرع.
  • الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة.
  • الشقيقة.
  • تعاطي الكحول أو المخدّرات.
  • أورام دماغيّة.

كما أنّ هناك أسباب أخرى للتعرّض للهلوسات المؤقّتة والتي لا تعدّ مرضاً:

  • التعب والإجهاد.
  • الحمّى.
  • العُزلة الاجتماعيّة.
  • الحِرمان من النوم.
  • الجلطات.
  • أمراض مُزمنة

ما هو علاج الهلوسة؟

لا بدّ من زيارة الطبيب المختصّ لتشخيص الحالة والسبب الرئيس لحدوث الهلوسات مع المريض لتتمّ المعالجة الصحيحة.

وقد يكون العلاج مكوّناً من جلسات نفسيّة مع الطبيب المختصّ أو قد يكون دوائيّاً:

العلاج النفسيّ:

يحتاج المريض لعدّة جلسات يشرح فيها الهلوسات التي يتعرّض لها، ليتمّ تشخيص الحالة والسبب وعليها تتمّ المتابعة النفسيّة.

العلاج الدوائيّ:

كما ذكرنا سابقاً بناءً على السبب يتمّ إعطاء العلاج المناسب، مثلاً:

  • هلوسات ناتجة عن تناول الكحول: يعطى أدوية تعمل على إبطاء عمل الجهاز العصبيّ.
  • هلوسات داء الباركنسون: يعطى دواء (بيمافانسيرين).
  • هلوسات فصام الشخصيّة: معالجة كاملة للمرض مع بعض الأدوية (هالوبيريدول، أولانزابين، ريسبيريدون).
  • هلوسات الصرع: أيضاً معالجة المرض بالكامل.

ما هو الفرق بين الهلوسة وفصام الشخصيّة؟

فصام الشخصيّة هو مرض عقليّ يعجز فيه الشخص عن التحكّم بنفسه، أو اتّخاذ قراراته الخاصّة، أو التفكير بوضوح.

من الأعراض التي يعانيها مريض الفصام، هي الهلوسة:

بحيث يسمع أصواتاً غير حقيقيّة، ويرى أشياء أو أشخاصاً غير موجودين، أو يشمّون روائح ليست واقعيّة، لكنّ بالنسبة للمريض هي حقيقيّة جداً ولا يمكنك إلغاؤها.

إذن من أهمّ أعراض الفصام هي الهلوسة، لكنّ الإنسان قد يصاب بالهلوسات حتّى وإن لم يكن مريضاً بفصام الشخصيّة، أو حتى وإن كان صحيحاً كما ذكرنا سابقاً بالنسبة للهلوسات المؤقّتة.