الطاقة المظلمة (Dark Energy)

الفئة: علم الفلك
يناير 11, 2021

طاقة مجهولة غامضة كشفت عنها الأبحاث في أواخر التسعينات وبشكل أكثر دقة سنة ١٩٩٨.

تُعرف في كتب علم الكون وفيزياء الجسيمات بأنها شكل افتراضيّ للطاقة أو بمعنى آخر هي قوّة معاكسة للجاذبية في المقاييس الكبيرة (وذلك بالنظر إلى النظرية النسبية عند أينشتاين) ومن المثير للدهشة أن الطاقة المظلمة غدت تشكّل ٦٨٪ من كلّ شيء في الكون حسب الإحصائيات الجديدة كما أصبحت سبباً في تسارع معدل تمدد الكون.

المحتوى

كيف اكتشف العلماء الطاقة المظلمة؟

ظنّ العلماء قبل التسعينات أنّ معدل توسّع الكون يتباطأ مع مرور الوقت، ولكن الصدمة جاءت عندما أثبتت التجارب أن الكون في توسع وتمدد بدلا من التباطؤ.

فتح اكتشاف الطاقة المظلمة نقاشات عديدة حول خصائصها، ولكن يبقى السؤال الأهم

كيف اكتشف العلماء أن الكون يتمدد؟

جاء الاكتشاف نتيجة دراسة ظواهر السوبرنوفا والتي تعني انفجارات صغيرة تساعد في إدراك المسافات بين الأجرام السماوية، ونتيجة التفكير في مظاهر الكون من كواكب ونجوم علمنا مسبقاً أنها مكونة من مواد مختلفة (البروتونات، النيوترونات، والالكترونات) تجمّعت في الذرات، وجميع هذه المواد لا يشكّل أكثر من ٥٪ من كتلة الكون، وتقابلها قوة تصدّ الجاذبية المعروفة باسم الطاقة المظلمة، وهنا يظهر الارتباط  بين مفهوم الطاقة المظلمة ومصطلح المادة المظلمة.

والحديث عن اكتشاف الطاقة المظلمة يحيل إلى الإشارة لنظريتَين أساسيتَين عرفتهما البشرية منذ زمن طويل، هما:

  • التجمّد العظيم.
  • الانسحاق العظيم.

وتفادياً لأيّ التباس لا بدَّ من شرح مختصر ومقتضب لهاتين النطريتين، فنظرية الانسحاق العظيم هي القائلة بانتهاء الكون وانهياره على نفسه بعد أن يتوقف تمدده، أمَّا النظرية الثانية فتفترض استمرار تمدّد الكون واختفاء جميع النجوم ممّا يؤدي إلى تحوّل الكون بأكمله إلى مكان خالٍ مليء بالجليد.

ماهي طريقة عمل الطاقة المظلمة؟

سعى العلماء منذ اكتشاف مفهوم الطاقة المظلمة إلى البحث عن وسائل وتقنيات تساعدهم في الكشف عن ماهيتها من خلال التعرّف على كيفية عملها، هذه المهمَّة لم تكن سهلة التطبيق؛ إذ فرضت عليهم ضرورة قياس كثافة الكون والضغط المتواجد في داخله مع حساب التغيرات التي يمكن أن تطرأ عليه، ومن التقنيات أو الآليات التي شاركت في تقديم العون للعلماء والفلكيين:

  • مسبر الطاقة المظلمة Dark Energy probe .
  • مسبر الانتفاخ الكوني inflation probe.

ومن أسباب استخدام هذه التقنيات أيضاً رغبة العلماء في الحصول على نتائج قاطعة تحسم قضية جدلية أثارها (أينشتاين) منذ مئات السنين حينما صرّح أن هذه الطاقة حقيقة ثابتة.

لا بدّ من الإشارة إلى أن أعظم الألغاز التي أثارتها الطاقة المظلمة منذ اكتشافها أنها بدأت في السيطرة على معدل تمدد الكون في نقطة زمنية معينة، ومن هنا جاء طرح العلماء للتساؤل الآتي: لماذا لم تبدأ في عملها منذ بدء الكون؟ وما هي الأسباب الكامنة وراء هذا اللغز؟

ماهو موقف المجتمع العلمي من الطاقة المظلمة؟

إن النظرة الأولى إلى مفهوم الطاقة المظلمة قد يستدعي الرفض من قبل العلماء، فالوسائل المستخدمة لإثباتها توحي بعدم اليقينية، ومن البديهي أن اليقين ضروري في الشؤون العلمية فلا مجال للاحتمالات، ومن الآراء الرافضة.

على سبيل المثال رأي أساتذة وعلماء في جامعات أوروبية أشاروا إلى أن نتائج التلسكوب، والسوبرنوفا، والخصائص المجرية المستخدمة تعدّ عاملاً للشكّ أكثر من كونها سبباً في الموافقة عليها والتيقن من مخرجاتها العلمية.

في هذا الشأن، وقد وصل بهم الشك إلى إعطاء توجيهات بإعادة مسح السّماء ثلاث مرات من قبل فرق مختصة كرّست جهداً لا يستهان به ووقتاً عظيماً للتأكّد من صحة المعلومات.

وفي الختام بعيداً عن باب الجدال العلمي الذي فُتح منذ سنوات عديدة ولم يُغلق حتى اليوم إلى أيّ النظريتين تميل؟ وهل تؤمن بوجود طاقة مظلمة؟ دَعْ المراكز العلمية في السنوات المقبلة تحسم الأمر وتنهي الأخذ والرد في فكرةٍ يمكن أن تغيِّر مجرى الكون وتفتح مصيره على احتمالات لم تكن في الحسبان.