الساديّة والمازوخيّة

أغسطس 25, 2021

الساديّة أو المازوخيّة هي الاستمتاع بالألم والتلذذ به، إمّا اتّجاه الآخرين فتكون الشخصيّة ساديّة، أو اتّجاه الذات، وتكون الشخصيّة مازوخيّة، النتيجة في كلا الحالتين هو مرض نفسيّ خطير، ويحتاج علاجاً بالضرورة، وناتج عن عدة عوامل سابقة في الطفولة أدّت لتغيّر الشخصيّة وتصبح مريضة.

المحتوى

ما هي الساديّة؟

هي مرض نفسيّ، يميل المريض للحصول على اللذّة والمتعة من خلال تعذيب الآخرين، إذن هو اضطراب جنسيّ وسلوكيّ.

اشتقّت الكلمة من اسم ضابط فرنسي (ماركيز دو ساد) الذي اشتهر بسلوكه العدوانيّ، وحبّه للتعذيب، فسُمّي الاضطراب الجنسي والسلوكيّ في أذية الآخرين بالساديّة.

للساديّة أنواع، هي:

  • النوع الأوّل: هو إخضاع الطرف الآخر إلى أقصى درجات الإهانة، وتحويله إلى لعبة بين يديّ المريض النفسيّ، بهدف السيطرة وحبّ الذات.
  • النوع الثاني: يتحوّل الأمر ليستغل الطرف الآخر، ويستنزف طاقته بشكل كامل.
  • النوع الثالث: التلذذ بتعذيب الطرف الآخر فقط من أجل المتعة، وقد يكون الألم جسديّاً أو معنويّاً.

ما هي المازوخيّة؟

هو اضطراب نفسيّ أيضاً، يعاكس معنى الساديّة، حيث أنّ المازوخيّ يجد لذّته بتعذيب نفسه وإهانتها من قبل الآخرين.

اشتقّت كلمة المازوخية من اسم الكاتب النمساويّ (ليوبولد زاخر مازوخ)، حيث كانوا أبطال رواياته يستمتعون بالألم الجسديّ والإهانات والتعذيب.

يسعى المازوخيّ أن يعيش دور المظلوم دائماً، ويبحث عن الإذلال والخنوع والضعف، ودائماً ما يشعر بالنقص والعجز.

المازوخيّ لا يتحمّل نفسه، ولذلك يسعى للتخلّص منها من خلال البحث عن آخر يشعره بإذلالها، حتّى يشعر بالأمان والطمأنينة.

يحبّ المازوخي أن يُعامل كطفلٍ صغير أو مريضٍ أو ضعيف أو ذليل، وتزداد المتعة لديه كلّما زاد شعوره بالألم والذلّ.

أنواع المازوخيّة:

  • المازوخيّة الأخلاقيّة: يعيش المريض فيها حالة من الظلم الدائم ويبحث عن التعذيب والذلّ في كلّ أدوراه الحياتيّة.
  • المازوخيّة الجنسيّة: يستمتع المريض بالإهانة الجسديّة واللفظيّة، والتعنيف في العلاقة الجنسيّة.

ما أسباب الإصابة بالمازوخيّة أو الساديّة؟

إنّ المرضَين متعلقان ببعضهما بشكل أو بآخر، فأسباب الإصابة بهما متقاربة، لكن تختلف ربّما في طريقة سلوك المريض في حياته.

نجد أنّ النسبة الأكبر من الساديّة هي من جنس الرجال، والنسبة الأكبر من المازوخيّة هي من فئة النساء، وذلك بطبيعتهما البشريّة، هذا لا يمنع من وجود العكس، أو قد يكون المريض مصاباً بكلتيهما معاً.

أسباب الساديّة:

  • الشعور بالنقص والضعف فيبحث المريض عن طريقة يعوّض بها هذا الشعور.
  • أسباب وراثيّة.
  • اضطرابات هرمونيّة.
  • التعرّض للاغتصاب أو التعذيب في فترة الطفولة.
  • حب الشعور بالرجولة والفحولة في العلاقة الجنسيّة.

أسباب المازوخيّة:

  • الشعور بالوحدة دائماً، والخوف من الفقدان.
  • تعرّض للاغتصاب أو التحرّش بطريقة عنيفة في فترة الطفولة.
  • تعرّض أحد الوالدين للظلم في فترة الطفولة فيشعر بالظلم مثله.
  • التعنيف منذ الصغر بشكل متكرر.
  • فقدان الأمان منذ الطفولة.
  • أسباب وراثيّة.
  • اضطراب هرمونيّ.

هل يمكن العلاج من الساديّة أو المازوخيّة؟

علاج هذين النوعين من الأمراض النفسيّة يحتاج إلى عدد من السنوات، لا يتمّ العلاج منهما بسرعة، ويحتاج إلى علاج متكامل وبإشراف طبيب مختصّ:

أولاً: العلاج الدوائيّ:

يتم صرف الدواء المناسب من قبل الطبيب المتابع للحالة.

ثانياً: العلاج النفسيّ:

من خلال الجلسات الحواريّة مع الطبيب النفسيّ المتكررة، ليتعرف الطبيب على الحالة التي بين يديه، والأسباب التي أوصلته إلى هذا المرض، ونمط سلوك حياته.

ثالثاً: العلاج السلوكيّ:

يجب أن يتحلّى المريض بإرادة للتخلّص من الحالة المرضيّة التي يعيشها، وبدعم من المحيط من أهله وأقاربه وأصدقائه.

ما تأثير مريض الساديّة أو المازوخيّة على الآخرين؟

التعايش مع شخص مصاب بالساديّة أمرٌ جداً خطير، لأنّه قد يحاول أذيّة المحيطين به، من خلال الضرب أو الإهانة اللفظيّة والسلوكيّة، ولا سيما في العلاقة الجنسيّة، والتعذيب الذي قد يتعرّض له الطرف الآخر في العلاقة.

من المؤكّد سيترك الشخص المريض بالساديّة تأثيراً كبيراً على أطفاله، وربّما سيؤثّر بشكل عكسيّ أي يصبحوا مصابين بالمازوخيّة، أو الساديّة أيضاً.

قد يؤثّر على الآخرين لدرجة تعرّض الآخرين للإصابة بالاكتئاب، أو الإدمان على تعاطي المخدرات وشرب الكحول، وضعف الشخصيّة.

في حين أنّ تأثير المازوخيّة على الآخرين قد يكون من الناحيّة النفسيّة أكثر من أي شيء آخر، وربّما يزيد من شعور الساديّة عند الآخر.