الاكتئاب النفسي لدى الأطفال

يونيو 20, 2021

في عصرنا الحالي نعيش ضمن صراعات عديدة ومشاكل اقتصادية، تنعكس بشكل سلبيّ على صحة الأطفال النفسية، وقدرتهم على العيش بسلام ضمن أسرهم.

المحتوى

ما هو الاكتئاب النفسي للطفل

الاكتئاب النفسي للطفل هو حالة نفسية سلبية، يشعر من خلالها الطفل بالإحباط، وقلة الثقة بالنفس، وانعدام الرغبة في القيام بأي نشاط.

يظهر على الطفل حدّة المزاج، والغضب، والبكاء بسرعة، والمزاجية، واللامبالاة، الأطفال الذين يعانون من الاضطرابات العقلية، او الأمراض المزمنة هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب.

قلّة التركيز وتشتت الذهن من الأعراض الشائعة التي يعاني منها الطفل، والتي تؤدي إلى صعوبة في التعلم،طفل مكتئب هو طفل عنيد، قد يقوم بكسر ألعابه المفضلة ليعبّر سلوكياً عن غضبه، ويعزل نفسه متجنّباً الحياة الاجتماعية والأسرة، ويقوم بالانطواء داخل غرفة نومه.

وهناك آثار تظهر على الجسد مثل انخفاض الوزن، الصداع، التقيؤ، ألم المعدة، والبطء في الحركة الكسل، ويجب أن تدوم الأعراض أكثر من أسبوعين حتى يصبح بإمكاننا القول أن الطفل يعاني من الاكتئاب.

هل يعاني الأطفال من الاكتئاب بين سن 2-12 سنة ؟

تبقى نسبة الإصابة لدى الأطفال أقل منها لدى الكبار 1_2% ، الأطفال لا يمتلكون القدرة على التعبير عن مشاعرهم ووصفها، مما يؤخر اكتشاف المرض.

التأخر في تشخيص حالة الاكتئاب يحرم الكثير من الأطفال من تلقي العلاج في الوقت المناسب، يصاب الأطفال بين العام الأول والثالث بنسبة 2% ، وتظهر أعراض الاكتئاب في تراجع المهارات المكتسبة، والخضوع للأوامر بدل العناد.

وبين 3 سنوات و 6 سنوات يكون الاكتئاب أكثر تأثيراً في حياة الطفل، ويسهل تمييز الحزن على وجهه، من عمر 7 سنوات حتى 12 سنة تتشابه الأعراض، ويمكن التواصل مع الطبيب إذ يكون الطفل قادراً على التعبير عن مشاعره.

العوامل التي تساعد على ظهور حالة الاكتئاب لدى الأطفال

  • معاملة الأسرة وتصرّف الأهل بانفعال مع الطفل، وعدم احترامه والتقليل من شأنه، وعدم إبراز دوره واستيعاب تصرفاته.
  • وقد تلعب عاطفة الأبوين دوراً سلبياً مثل: الدلال الزائد والخوف المبالغ فيه والمرَضيّ.
  • أيضاً الطلاق والخلافات المستمرة بين الأبوين تؤثّر على الطفل ويفقد الشعور بالأمان، وينعزل .
  • قد يتسبّب الأخ الثاني في الاكتئاب، فالطفل الأول يشعر هنا بالقلق من أنّ والداه لن يحباه مثل السابق.
  • غياب الأبوين لفترات طويلة عن البيت وترك الطفل خارج المنزل في الحضانة، يفتقد فيه الأطفال للعب ووقت الفراغ.
  • فقدان الأم في السنوات الأولى من حياة الطفل، وحرمانه من حنانها وعاطفتها.
  • ويمكن أن يكون الفقر، والتنمّر، والإساءة الجنسية من الأسباب الشائعة للاكتئاب.

ونستطيع أن نذكر أيضاً الأسباب الجسدية:

  • أن يكون أحد أفراد العائلة يعاني من الاكتئاب، فهذا يزيد من نسبة إصابة الطفل بالاكتئاب في عمر مبكر.
  • إنّ المستويات غير المتساوية في بعض المواد الكيماوية والهرمونات قد تؤثر على عمل الدماغ.
  • وإنّ الأطفال الذين يعانون من حالات طبية مزمنة أو حادة مثل السمنة هم أكثر عرضة للاكتئاب.

فالاستعداد الأوّليّ للمرض بالإضافة إلى الظروف البيئية غير الجيدة تؤدّي لظهور الاكتئاب.

كيف يتعامل الأهل مع هذه المشكلة؟

يجب على الوالدين مراقبة الحالة الصحية للأبناء، واتّباع نمط حياة صحيّ، إذا لاحظ الوالدان أعراض الاكتئاب لمدة تزيد عن أسبوعين، يجب استشارة طبيب مختص بالأمراض العقلية لديه خبرة.

إذا كانت حالة الاكتئاب خفيفة أو متوسطة يفضّل العلاج النفسيّ بالتحدّث والحوار، فهو مهمّ جدًا، يمثّل العلاج من خلال اللعب بديلاً ملائماً للأطفال الصغار جدًا.

أما الأطفال الأكبر سناً، يستطيع الأهل مساعدتهم من خلال تعليمهم كيف يتعاملون مع مشاكلهم، وكيف يكون لديهم المرونة للتعامل مع التغييرات التي يمكن أن تطرأ على حياتهم، وكيفية إدارة عواطفهم .

يبقى الحبّ الواعي من قبل الوالدين والاهتمام والحنان، الداعم النفسي الأوّل للطفل، وأيضاً الحوار بشكل دائم مع الطفل، ومشاركته أفكاره، والإجابة عن استفساراته مهمّ جدًا، تنمية مواهب الطفل وتحفيزه للقيام بما يحب، وأن يعبّر عمّا بداخله من طاقات إبداعية الرياضة.

المصادر