اضطراب تناول الطعام الاجتنابي/المحدد

نوفمبر 24, 2021

اضطراب تناول الطعام المقيِّد التجنّبي، المعروف أكثر باسم ARFID.

سنتحدّث في هذا المقال عمّا هو هذا الاضطراب، وما تأثيره على وزن الأطفال والبالغين، وكيف يتمّ تشخيصه، وما هي عوامل الخطر المرافقة له، وما هي الأعراض المرتبطة بفقدان الوزن المرافقة له، وما هي العواقب الصحية الناجمة عن تجنّب تناول الطعام، وعن طرق لعلاجه.

المحتوى

ما هو اضطراب تناول الطعام الاجتنابي/المحدد؟

اضطراب تناول الطعام المقيِّد للشهيّة (ARFID) هو تشخيص جديد في DSM-5، وكان يُشار إليه سابقًا باسم “اضطراب الأكل الانتقائيّ”.

يشبه تناول الطعام الاجتنابيّ/ المحدّد فُقدان الشهيّة من حيث أنّ كِلا الاضطرابَين ينطويان على قيود في كمّية و/ أو أنواع الأطعمة المستهلَكة، ولكن بخلاف فُقدان الشهيّة، لا ينطوي تناول الطعام الاجتنابي/ المحدّد على أيّ قلق بشأن شكل الجسم أو حجمه، أو مخاوف من السمنة.

ما تأثير اضطراب تناول الطعام الاجتنابي/المحدد على وزن الأطفال والبالغين؟

على الرغم من أنّ العديد من الأطفال يمرّون بمراحل من الأكل الانتقائيّ، فإنّ الشخص المصاب باضطراب تناول الطعام الاجتنابيّ/ المحدّد لا يستهلِك سعرات حرارية كافية للنموّ والتطوّر بشكل صحيح، وللحفاظ على وظائف الجسم الأساسيّة عند البالغين.

  • الأطفال: يؤدّي هذا إلى توقّف زيادة الوزن والنموّ الرأسي.
  • البالغين: يؤدّي هذا إلى فقدان الوزن.

يمكن أن يؤدّي تناول الطعام الاجتنابيّ/ المحدّد أيضًا إلى مشاكل في المدرسة أو العمل، بسبب صعوبات تناول الطعام مع الآخرين والأوقات الطويلة اللازمة لتناول الطعام.

كيف يتمّ تشخيص اضطراب تناول الطعام الاجتنابي/المحدد؟

وفقًا لـDSM-5، يتمّ تشخيص ARFID في الحالات التالية:

  • الأكل أو التغذية (على سبيل المثال، عدم الاهتمام الواضح بالأكل أو الطعام؛ التجنّب القائم على الخصائص الحسّيّة للطعام؛ القلق بشأن العواقب المؤذية للأكل) كما يتجلّى في الفشل المستمرّ في تلبية الاحتياجات الغذائيّة و/ أو الطاقة المناسِبة المرتبطة بأحد (أو أكثر) مما يلي:
    • فقدان الوزن بشكل كبير (أو الفشل في تحقيق زيادة الوزن المتوقّعة أو تعثّر النموّ عند الأطفال).
    • نقص غذائيّ كبير.
    • الاعتماد على التغذية المعويّة أو المكمّلات الغذائيّة عن طريق الفم.
    • تدخّل ملحوظ في الأداء النفسيّ والاجتماعيّ.
  • يتمّ تفسير الاضطراب بشكل أفضل من خلال نقص الطعام المُتاح أو من خلال ممارسة مرتبطة بها معترَف بها ثقافياً.
  • لا يحدث اضطراب الأكل حصريًا أثناء مسار فقدان الشهيّة العصبيّ أو الشره المرَضيّ، ولا يوجد دليل على حدوث اضطراب في الطريقة التي يعاني بها الشخص من وزن الجسم أو شكله.
  • لا يُعزى اضطراب الأكل إلى حالة طبّية مُتزامنة أو لا يمكن تفسيره بشكل أفضل باضطراب عقليّ آخر.
  • عندما يحدث اضطراب الأكل في سياق حالة أو اضطراب آخر، فإنّ شدّة اضطراب الأكل تتجاوز تلك المرتبطة بشكل روتينيّ بالحالة أو الاضطراب وتستدعي مزيداً من الاهتمام الإكلينيكيّ.

ما هي عوامل الخطر المعنية باضطراب تناول الطعام الاجتنابي/المحدد؟

كما هو الحال مع جميع اضطرابات الأكل، تتضمّن عوامل الخطر الخاصة بـ ARFID مجموعة من القضايا البيولوجيّة والنفسيّة والاجتماعيّة والثقافيّة.

قد تتفاعل هذه العوامل بشكل مختلف في الأشخاص المختلفين، مما يعني أنّ شخصَين مصابَين باضطراب الأكل نفسه يمكن أن يكون لهما وجهات نظر وخبرات وأعراض متنوّعة للغاية.

لا يعرف الباحثون كثيرًا عمّا يعرّض شخصًا لخطر تطوير ARFID، ولكن إليك ما يعرفونه:

  • الأشخاص الذين يعانون من حالات طيف التوحد أكثر عُرضة للإصابة بـ ARFID، كما هو الحال مع المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والإعاقات الذهنية.
  • يبدو أنّ الأطفال الذين لا يتغلّبون على الأكل الطبيعيّ والذين يصعب إرضاؤهم أو الذين يكون تناول الطعام صعب الإرضاء لديهم أكثرَ عُرضة للإصابة بـ ARFID.
  • يعاني العديد من الأطفال الذين يعانون من اضطراب تناول الطعام الاجتنابيّ/ المحدّد أيضًا من اضطراب القلق المُتزامن، كما أنّهم معرّضون بشكل كبير للإصابة باضطرابات نفسيّة أخرى.

ما هي الأعراض السلوكيّة والنفسيّة والجسديّة المرتبطة بفقدان الوزن؟

السلوكية والنفسية:

  • فقدان الوزن بشكل كبير.
  • ارتدِ طبقات لإخفاء فقدان الوزن أو البقاء دافئًا.
  • الإبلاغ عن الإمساك وآلام البطن وعدم تحمّل البرد والخمول و/ أو الطاقة الزائدة.
  • تقارير متّسقة وغامضة من مشاكل الجهاز الهضميّ (“اضطراب في المعدة”، والشعور بالامتلاء، وما إلى ذلك) حول أوقات الوجبات التي ليس لها سبب معروف.
  • تقييد كبير في أنواع أو كمّية الطعام المُتناولة.
  • سوف يأكل فقط قوام معيّن من الطعام.
  • مخاوف من الاختناق أو القيء.
  • قلّة الشهيّة أو الاهتمام بالطعام.
  • مجموعة محدودة من الأطعمة المفضّلة التي تصبح أضيق بمرور الوقت (أي الأكل الانتقائيّ الذي يزداد سوءاً بشكل تدريجيّ).
  • لا يوجد اضطراب في صورة الجسم أو الخوف من زيادة الوزن.

الجسدية:

نظراً لأنّ كلاً من فقدان الشهيّة واضطراب تناول الطعام الاجتنابيّ/ المحدّد يشتمل على عدم القدرة على تلبية الاحتياجات الغذائيّة، فإنّ كِلا الاضطرابَين لهما نفس العلامات الجسديّة والعواقب الطبّية.

  • تقلّصات في المعدة، شكاوى أخرى غير محدّدة في الجهاز الهضميّ (الإمساك، ارتجاع الحمض، إلخ)
  • عدم انتظام الدورة الشهريّة – فقدان الدورة الشهريّة أو عدم انتظام الدورة الشهريّة أثناء تناول موانع الحمل الهرمونيّة (لا تعتبر هذه الفترة “حقيقية”).
  • صعوبات في التركيز.
  • النتائج المعمليّة غير الطبيعيّة (فقر الدم، انخفاض مستويات الهرمون والغدّة الدرقية، انخفاض البوتاسيوم، انخفاض عدد خلايا الدم، بطء معدّل ضربات القلب).
  • أنثى بعد البلوغ تفقد الدورة الشهرية.
  • دوخة.
  • الإغماء.
  • الشعور بالبرد طوال الوقت.
  • مشاكل النوم.
  • جلد جافّ.
  • أظافر جافّة وهشّة.
  • شعر ناعم على الجسم (زغب).
  • ترقّق شعر الرأس وجفاف وهشاشة الشعر.
  • ضعف العضلات.
  • برودة في اليدين والقدمين أو تورّم في القدمين.
  • ضعف التئام الجروح.
  • ضعف وظائف المناعة.

ما هي العواقب الصحيّة الناجمة عن تجنّب تناول الطعام؟

  • في اضطراب تناول الطعام الاجتنابيّ/ المحدّد، يُحرم الجسم من العناصر الغذائيّة الأساسيّة التي يحتاجها ليعمل بشكل طبيعيّ.
  • وبالتالي، يضطر الجسم إلى إبطاء جميع عمليّاته للحفاظ على الطاقة، ممّا يؤدّي إلى عواقب طبّية خطيرة.
  • يكون الجسم عمومًا مرنًا في التعامل مع ضغوط سلوكيّات الأكل المضطربة، ويمكن أن تظهر الاختبارات المعمليّة بشكل عامّ مثاليّة حتى عندما يكون الشخص معرّضاً لخطر الموت.
  • يمكن أن تؤدّي اختلالات الإلكتروليت إلى القتل دون سابق إنذار؛ وكذلك السكتة القلبيّة.

ما هو علاج اضطراب تناول الطعام الاجتنابي/المحدد؟

  • هناك العديد من أشكال العلاج التي يمكن استخدامها لعلاج اضطراب تناول الطعام الاجتنابيّ/ المحدّد، ولكن يجب على مقدّمِي الخدمة أيضاً مراعاة أيّ حالات مُصاحِبة، مثل اضطراب القلق أو التوحّد.
  • يجب التعامل مع اضطراب تناول الطعام الاجتنابيّ/ المحدّد في نفس الوقت الذي يتمّ فيه التعامل مع هذه الشروط، لأنّها غالبًا ما تكون ذات صلة. يعدّ علاج التعرّض علاجًا شائعاً ومفيداُ للعديد من الأفراد الذين يعانون من اضطرابات الأكل.
  • للأفراد الذين يعانون من اضطراب تناول الطعام الاجتنابيّ/ المحدّد، قد يشمل ذلك تحدّي المعتقدات المشوّهة بشأن الأطعمة التي تخافهم. يعمل أخصائيّو العلاج مع الأفراد الذين يعانون من اضطراب تناول الطعام الاجتنابيّ/ المحدّد لمعرفة الأطعمة التي تخافهم، ومن ثمّ تجربتها في بيئة آمنة، ثمّ العمل من خلال تلك المشاعر المؤلمة. يتمّ ذلك مراراً وتكراراً، حتى لا يعود الخوف من الطعام شيئاً يخاف منه.
  • يُستخدم العلاج السلوكيّ المعرفيّ (CBT) لعلاج العديد من الاضطرابات، بما في ذلك اضطراب تناول الطعام الاجتنابيّ/ المحدّد. تتضمّن هذه الممارسة تحدّي الأفكار السلبيّة والمشوّهة لدى الشخص حول الطعام، وطريقة تحضير الطعام، وتأثير الطعام عليه، وما إلى ذلك. بمجرد أن يتعلّم الشخص كيفيّة تحديد ودحض الأفكار والمعتقدات غير المنطقيّة والمشوّهة، يُصبح من السهل التوقّف عن ذلك. الاستماع إليهم، والبدء في تناول مجموعة متنوّعة من الأطعمة.
  • يُستخدم العديد من مقدّمي الخدمة أيضًا العلاج السلوكيّ الجدليّ (DBT) لمساعدة أولئك الذين يعانون من اضطراب تناول الطعام الاجتنابيّ/ المحدّد في إدارة الضيق.  يتضمّن DBT تعليم مهارات تحمّل الكرب التي يمكن أن تساعد عند تحدّي الأطعمة الجديدة وعند الشعور بالقلق بشكل عام.
  • قد يخضع الأطفال وأسرهم للعلاج الأسريّ. الفكرة الكامنة وراء ممارسة العلاج هذه هي إشراك الأسرة بشكل وثيق في عمليّة العلاج ودعم الطفل الذي يعاني من اضطراب تناول الطعام الاجتنابيّ/ المحدّد نظرًا لأنّهم يتحدّون الأطعمة الجديدة ويزيدون من تناولهم.
  • لا يعني تناول الطعام الاجتنابيّ/ المحدّد تناولك نفس الأطعمة لبقيّة حياتك. إذا كنت أنت أو أيّ شخص تعرفه لديه ARFID، فإنّ الخطوة الأولى هي طلب المساعدة. بمجرّد القيام بذلك، تكون بالفعل قد اقتربت خطوة واحدة من التعافي.