اضطراب الهويّة التفارقيّ

آخر تحديث: سبتمبر 9, 2021
المحتوى

تعريف اضطراب الهويّة التفارقيّ

اضطراب الهويّة التفارقيّ، هو مرض عقليّ دائم نوعاً ما، في 90 بالمائة من حالات الإصابة به كان بسبب صدمة في مرحلة الطفولة.

يوصف المرض بوجود شخصيّتَين متلازمتَين ودائمتَين ومختلفتَين على الأقلّ، ممّا يسبّب حالة من فقدان الذاكرة للأحداث التي تحدث بشكل غير طبيعيّ.

يختلف المرض من شخص إلى آخر، بعض الأشخاص قد يصطحب مع المرض أمراض آخرى كالاكتئاب، واضطراب الكرب التالي للصدمة النفسيّة، تعاطي المخدرات، إيذاء النفس، التوتر والقلق.

يُعتبر هذا المرض إلى هذه اللحظات أمراً مثيراً للجدل، إن كان في الطب النفسيّ أو النظام القانونيّ.

في بعض المجتمعات يُعتبر هذا المرض سِحراً، حيث يُعتقد أنّ فلاناً تلّبسه جنٌ مثلاً، في حين أنّ الحقيقة وراء الهلوسات والشخصيّة المتعدّدة هو اضطراب الهويّة التفارقيّ.

لاضطراب الهويّة التفارقيّ شكلان:

  • الشكل الاستحواذيّ:

تظهر شخصيّة المريض وكأنّها مختلفة، وكأنّ عاملاً خارجيّاً هو المسيطر عليها، وقد يُسمّى بأنّه كائن خارقٌ استطاع السيطرة على الروح.

كلّ ما تقوم به الشخصيّة الأخرى مختلف عن حقيقة المريض وشخصيّته الحقيقيّة بكلّ شيء، كالكلام والتصرّفات والأفكار.

  • الشكل غير الاستحواذيّ:

تكون أقلّ وضوحاً للآخرين، حيث لا يبدو على المريض حالة مرَضيّة، ولكنّهم يشعرون بتغيّرات غير طبيعيّة في شعورهم، كما لو أنّهم يراقبون ذواتهم بلا عامل خارجيّ.

أسباب اضطراب الهويّة التفارقيّ

التعرّض لصدمات قاسيّة في مرحلة الطفولة:

إمّا من ناحية جسديّة أو جنسيّة أو عاطفيّة. أو فقدان أحد أفراد العائلة في سنٍّ صغير جداً، أو بسبب الحروب ونتائجها.

العلاج النفسيّ غير الصحيح:

استخدام بعض المعالجِين لتقنيّات غير صحيحة قبل التأكّد من الإصابة بالمرض، ولا سيما التنويم المغناطيسيّ، قد يؤدّي لاضطراب العقل والإصابة باضطراب الهويّة التفارقيّ.

الفشل في دمج التجارب التراكميّة في هويّة واحدة:

ربّما من شدّة قوّة الصدمات، ممّا يجعل العقل يخلق هويّة جديدة مناسبة للتجارب الأخرى.

العوامل الوراثيّة:

لها دور أيضاً في الإصابة بهذا الاضطراب.

تشخيص اضطراب الهويّة التفارقيّ

يحتاج تشخيص اضطراب الهويّة التفارقيّ إلى وقت طويل للتأكّد من أنّ المريض مصاب به، حيث قد يستغرق سنوات في مصحّات عقليّة ومع متابعة دائمة من قبل اختصاصيّ للتأكّد من الإصابة بالمرض.

بعض أعراضه:

  • وجود شخصيّتَين واضحتَين في شخص واحد، أو ربّما تكون أكثر من شخصيّتَين.
  • فقدان الذاكرة: تبدأ من أحداث ماضية يصعب على المريض تذكّرها، وقد تكون فترة محدّدة وهي المسبّبة للإصابة بهذا المرض. فقد لا يتعرّفون على أدلّة قديمة أو صور ضمن هذا الفترة، أو نسيان الأحداث اليوميّة والمهارات المكتسَبة الجديدة.
  • الإجهاد الجسديّ والتعب العقليّ نتيجة اختلاف الشخصيّتَين.
  • سماع أصوات وآراء أيضاً من أشخاص آخرين، لكنّها تعود للشخصيّة الثانية في الجسد.
  • صداع شديد ومتلازم بشكل شبه دائم.
  • الاكتئاب والحزن الشديدان في بعض الأحيان.
  • الأفكار الانتحاريّة وتعاطي المخدّرات.
  • العجز الجنسيّ.
  • الهلاوس البصريّة والجسديّة والسمعيّة.

ومن أجل التشخيص الصحيح بين مرضَيّ فصام الشخصيّة واضطراب الهويّة التفارقيّ:

اضطراب الهويّة التفارقيّ:

إنّ المصابين به يمتلكون شخصيّتَين أو أكثر، وحالات الشخصيّات مختلفة عن بعضها، لكن تتحكّم إحدى الشخصيات بالشخصيّة الأخرى، بالإضافة إلى أنّه مرض قائم على الصدمة.

أمّا فصام الشخصيّة:

هو مرض وراثيّ نوعاً ما، ومتعلّق بالطور العصبيّ، متأثّراً بطريقة تطوّر الدماغ، ويصاب المريض بحالات هلوسة واضحة لكن لا علاقة للشخصيّات ببعضها.

علاج اضطراب الهويّة التفارقيّ

  • نبدأ بالتنويم المغناطيسيّ للوصول إلى صُلب عقل المريض، ومعرفة كيفيّة التفكير لديه.
  • المعالجة النفسيّة من خلال الجلسات بين المريض والطبيب بشكل مستمر.
  • المعالجة بالأدويّة لعلاج الأمراض المرافقة كالاكتئاب أو القلق أو التوتر، لكن لا علاج دوائيّ لاضطراب الهويّة التفارقيّ حتى الآن.

يحتاج العلاج وقتاً طويلاً وقد يصل إلى سنين، وقد لا يُعالَج بشكل نهائيّ، ولكن يمكن أن يحدّ من عمليّة إيذاء النفس والآخرين، محاولة للاستقرار النفسيّ، محاولة لدمج الشخصيّات في شخصيّة واحدة.