اضطرابات التغذية عند الأطفال

يونيو 26, 2021

اضطراب التغذية في مرحلة الرضاعة أو الطفولة المبكرة: هو رفض الطفل تناول بعض أنواع الطعام لِمدّة شهر على الأقل؛ و هذا يؤدّي إلى خسارة الوزن أو تأخّر في نموّه.

و في بعض الأحيان لا يوجد في اضطراب التغذية حالة طبّية أو فيزيولوجية يمكن أن تفسّر الكمّية الصغيرة جداً من الطعام التي يستهلكها الطفل أو عدم نموّه.

المحتوى

أسباب اضطرابات التغذية عند الأطفال

مزيج من العوامل النفسيّة والبيولوجية والاجتماعية والسلوكية تؤثّر في الطفل وتسبّب له الاضطراب، منها:

  1. قد يكون العامل الوراثي؛ حيث يلاحِظ الطفل الأطعمة التي يفضّلها الوالدان أو أحدهما، فالطفل يميل إلى تقليد والديه في كل شيء، و منه تقليدهما في طريقة تناول الطعام، و نجده يحبّ الأطعمة التي يُقبل عليها الوالدان.
  2. الاهتمام الذي يلاحِظُه الطفل ممّن حوله فيما يتناوله من طعام، من حيث الكمّية و النوع، حيث تميل بعض الأمهات إلى اتّباع نظام غذائيّ معيّن لطفلها، وهذا أسلوب غير ناجح.
  3. عندما يجد الطفل أنّه من الشائع تفضيل الجميع للجسم النحيف سيشكّل ذلك حاجزاً بينه وبين الطعام، حتى لو كان من النوع المفضّل لديه، و سيعمل على تحقيق فكرة الجسم المثالي.
  4. ونجد في المقابل من ذلك إقبال الطفل على تناول الطعام بكمّيات كبيرة، وإفراطه في ذلك عند مشاهدته للإعلانات التي تظهر الأطفال أمثاله يتناولون الطعام بِنَهمٍ وكمّيات كبيرة، وفي هذه الحال سيقوم بتقليدهم لاعتقاده أنّه سيشعر بنفس المُتعة.
  5. الفوضى في تقديم وجَبات الطعام في المنزل، وعدم تحديد أوقات معيّنة لذلك؛ واحدٌ من أسباب حدوث مشاكلَ غذائيّةٍ لدى الطفل.
  6. إجبار بعض الأمهات والآباء أطفالَهم على تناول الوجبات، وربّما استخدام العنف في سبيل تحقيق ذلك.
  7. معاناة الطفل من مشاكل بالجهاز الهضمي يؤدّي إلى نفوره من الطعام.
  8. رفض تناول وجبات الطعام نتيجة لحالة نفسيّة معيّنة كالغضب، أو لتحقيق مَطلَب مُعيّن .

أنواع اضطرابات التغذية عند الأطفال

فُقدان الشهيّة العصبيّ: و يعني رفض تناول الطعام بسبب الخوف من اكتساب الوزن، حيث يُرافقه تناول الطعام بكمّيات قليلة جداً أو تعمّد تقيّؤ الطعام بعد تناوله.

حيث يعاني الطفل هنا من الغضب والاكتئاب والقلق الدائم، وإنكار الشعور بالجوع، وممارسة التمارين بإفراط، والانعزال اجتماعياً، و من الواجب استشارة اختصاصيّ نفسيّ أو طبيب واختصاصيّ تغذية.

الشرَه العصبيّ أو النّهَم العصبيّ: في هذا النوع على العكس من النوع السابق، يعاني الطفل من نوبات نَهَم وشراهة، يتناول خلالها كمّيات كبيرة من الطعام، ثمّ يحاول التعويض عبر التقيّؤ أو تناول المُسهِلات أو الرياضة المُفرِطة لِحَرق السعرات الحراريّة.

ويحدث الشرَه العصبيّ عند حدوث صدمة في حياة الطفل منها: الالتحاق          بمدرسة جديدة، أو الانتقال إلى مكان إقامة جديد، أو طلاق أحد الأبوين.

حيث نجد الطفل في هذا النوع هارباً من الأنشطة الاجتماعية، و يخلِق أعذاراً للذهاب إلى الحمّام بعد وجبة الطعام، و يتناول كمّيات من الطعام دون تغيير ملحوظ في وزنه.

علاج اضطرابات التغذية عند الأطفال

الخطوة الأولى التي يجب أن تحرصي عليها هو الابتعاد عن لوم نفسك أو الضعف أمام معاناة طفلك، بل عليك أن تستعدّي لمواجهة المشكلة وتجاوزها معه، إذ إنّ دورك الأبرز هنا هو دعمه وعلاجه؛ لأنّه في حالة من الاكتئاب ورفض ذاته.

عليك اتّباع طرق عديدة مع متابعة عدد من الاختصاصيّين ؛ في المجال النفسيّ والغذائيّ، ومنها:

  1. اتّباع برنامج غذائيّ لإعادة الطفل إلى وزنه المناسب.
  2. متابعة علاجه نفسياً مع الاختصاصيّ النفسيّ.
  3. حثّه على تناول أدويته التي تناسب الاضطراب الذي يعانيه، كالاكتئاب أو التوتر أو القلق …

ليست هذه الاضطرابات أمراً بسيطاً في حياة الطفل، لذلك يتوجّب على الأهل أن يكونوا يَقِظين إلى سلوكيّات أطفالهم، وأن يُدركوا ضرورة ملاحظة أعراضها ومعالجتها؛ لأنّها تسبّب خطورة على صحّة الطفل في حال تمّ إهمالُها.