السكريات من أكثر ما يطلبه الصغار على مدار اليوم وذلك بمختلف أشكالها سواء أكانت أطعمة سكرية طبيعية أم مصنعة، فهل تقديم الأطعمة السكرية مفيد لصحة الطفل؟
إن كنت مهتماً بالأمر وتتساءل عن طريقة التغذية الملائمة لطفلك والسكريات المناسبة لصحته تابع معنا قراءة السطور القادمة التي ستجيب من دون شك على جميع أسئلتك.
يشكل إضافة السكر المكرر إلى طعام الطفل ولا سيما السكر الأبيض -باعتباره من السكريات الصناعية- خطراً كبيراً على صحة الصغار، ويرجع ذلك للأسباب الآتية:
يُحظر على الأهالي تقديم الأطعمة السكرية ولا سيما المصنعة منها للطفل في عامه الأول حرصاً على نمو الأسنان بشكل صحي وسليم أما إن تمت إضافة السكر إلى وجبات الطعام دون الاكتراث لما تقدم فإن أسنان الطفل الجديدة ستنمو مصابة بالتسوس منذ البداية.
ومع تقدم الطفل في السن وتجاوزه العام الأول تبدأ إمكانية إضافة الأطعمة السكرية الطبيعية إلى وجباته الغذائية من أجل الحصول على النشاط والطاقة مثل شراب التمر أو العسل أو الفواكه الطبيعية مع الانتباه أيضاً إلى ضرورة الاعتدال وعدم الإكثار من الأمر.
ترتبط الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من السكر بمعدلات أعلى من تسوس الأسنان فالأطفال الذين يشربون الحليب أو العصير على مدار اليوم هم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بتسوس الأسنان بسبب زيادة تعرض أسنانهم للسكريات.
وبالتالي حتى مصادر السكريات الطبيعية تزيد عند الإكثار منها من تكاثر البكتيريا في الفم مشكلةً الأحماض التي تهاجم مينا الأسنان فتسبب التسوس لأسنان الطفل.
أظهرت تقارير منظمة الصحة العالمية ارتفاع معدل السكريات في الأطعمة المعلبة المعدة للأطفال بشكل مخيف إذ ترتفع نسبة السكريات فيها إلى ما يقارب 30 %،
وبذلك تعد المعلبات مصدراً خطيراً للسكريات المصنعة التي تغزو الأسواق في مختلف أنحاء العالم باعتراف خبراء منظمة الصحة العالمية، وتزداد الكارثة نظراً لأن بعض هذه المعلبات تسوّق للأهالي بشكل ضخم على أنها مصدر مغذي لأطفالهم .
في حين أنها تضر في الحقيقة بصحتهم مسببةً للصغار آلام تسوس الأسنان في بداية حياتهم كما وتمتد أضرارها أيضاً نحو المستقبل لتنذر بالإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة كأمراض القلب والسكري ومشاكل زيادة الوزن.
ولا يقتصر اﻷمر على ارتفاع نسبة السكريات في علب الحليب الصناعي فحسب بل تستمر المشكلة ذاتها مع تقدم الطفل في السن واعتماد اﻷهل على منتجات معلبة أخرى لتغذيته.
يشير بحث منظمة الصحة العالمية إلى العديد من الأطعمة المعلبة التي تعتبر من أكبر مسببات الضرر لاحتوائها على نسب مرتفعة من السكريات المصنعة خلافاً لتوصيات المنظمة، بما في ذلك المنتجات التجارية المهروسة والعصائر والفواكه المعلبة وحبوب اﻹفطار والزبادي والحلويات كالشوكولا والبون بون والمصاصات.
تناول الفواكه والخضروات منذ الطفولة يصبح أكثر ميلاً مع التقدم في السن للالتزام بنظام غذائي صحي.
أما اﻹنسان الذي ينشأ منذ البداية معتاداً على تناول السكريات والشوكولا والبون بون فهو سيكمل حياته على هذا المنوال وإن تسبب اﻹكثار من استهلاكه للأطعمة السكرية بإصابته باﻷمراض واﻵلام.
بذلك فإن مسؤولية اﻷهالي لا تقتصر على اختيار أطباق مغذية ﻷطفالهم تساعدهم في بناء جسم صحي قوي بل إن المهمة أعمق من ذلك بكثير فطفل اليوم هو شاب المستقبل ونوع الطعام الذي يقدمه اﻷهل لطفلهم في بداية مشواره الغذائي هو المحدد لشكل نظام تغذيتهم في المستقبل.
هذا ما أشارت إليه اﻷبحاث والدراسات الطبية فاﻷهل الذين يقدمون لطفلهم السكريات الصناعية بكثرة يقومون بتعويده من دون أن يشعروا على اتباع أسلوب تغذية سيء سيضر بصحته في المستقبل.
وبناء على ما تقدم، يجب على اﻷهل الاعتناء بنوعية الغذاء المقدم ﻷطفالهم وذلك مع الابتعاد عن تقديم اﻷطعمة السكرية بكثرة لكي لا تصبح عادة غذائية سيئة للطفل.